جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 1 مايو 2022

(36)فتاوى رمضان

 

حكم دعاء توديع رمضان

تسأل أخت في الله وتقول: أريد أن أسأل عن صحة هذا الحديث الذي هو منتشر وقد سمعت أنه لا يصح:

عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر جمعة من شهر رمضان، فلما بَصُر بي قال لي: يا جابر، هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودِّعه، وقل: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلتَه فاجعلني مرحومًا، ولا تجعلني محرومًا؛ فإنه مَن قال ذلك ظفِر بإحدى الحُسنيين، إمَّا ببلوغ شهر رمضان، وإمَّا بغفران الله ورحمته.

الجواب: نعم، لا يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وعلى من ينشر من الرجال والنساء الأحاديث والأدعية الضعيفة، وينسبها إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتوب إلى الله ويستغفر، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» رواه البخاري (1291)، ومسلم (4) عَنِ المُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

وهذا فيه الترهيب من الكذب على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والحث على التحري في النقل، والذي ينشر الرسائل ولا يتحرى من صحتِها له نصيب من هذا الحديث، فقد بوب ابن حبان في «صحيحه» (1/220): فَصْلٌ ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ النَّارِ لِمَنْ نَسَبَ الشَّيْءَ إِلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ غَيْرُ عَالِمٍ بِصِحَّتِهِ.

وتكلم على هذه المسألة الشيخ الألباني رَحِمَهُ اللهُ في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (1/51)، وقال في آخر كلامه: فتبين مما أوردنا أنه لا يجوز نشر الأحاديث وروايتها دون التثبت من صحتها.

وقال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللهُ في «شرح مختصر علوم الحديث»(206): الكاذب على الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتبر مرتكبًا لكبيرة، وهكذا الكاتب الذي يكتب الأحاديث ولا يتحرى.

واستدل بحديث «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ».

وهذا الحديث رواه مسلم في مقدمة «صحيحه» (1/8) عن سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.