عِظَمُ صَفَاءِ السَّريْرَةِ
قال ابن الجوزي في «صيد الخاطر» (220): والله، لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك!
ورأيت من يلبس فاخر الثياب، وليس له كبير نفل، ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته، فتدبرت السبب، فوجدته السريرة.
فمن أصلح سريرته، فاح عبيرُ فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر.
وفي ترجمة الشيخ ابن باز من كتاب «الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز»(282) لعبدالرحمن بن يوسف الرحمة. أن الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان سألَ الشيخ ابن باز لماذا نجد لكَ كلَّ هذا القبول والحُبِّ في قلوب الناس؟
غير أن الشيخ ابن باز رحمه الله لم يجبْه ورغِب الإعراض عن مثل هذا السؤال، إلا أن الشيخ عبدالعزيز السدحان ألحَّ عليه في ذلك موضِّحًا أن الغاية من هذا أن يستفيد الجميع، فكان ما قاله رحمه الله: إنني لا أحمل في قلبي شيئًا. اهـ
رحمهم الله صدورهم نقيَّة صافية سليمة من الأمراض؛ لهذا رفعهم الله سبحانه وتعالى، وبارك في علومهم وأعمارهم، وجعل لهم لسان صدقٍ في الآخرين.
قال ابن رجب في«لطائف المعارف»(139): قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس. والنصحة للأمة.
وعلَّق ابن رجب على ذلك وقال: وبهذه الخصال بلغ من بلغ لا بكثرة الاجتهاد في الصوم والصلاة.