يحتاج الصائم إلى صبر على تنظيم وقته تنظيمًا دقيقًا؛ حتى يفوز بخير وفضائل رمضان، ويجد بركته، وإلا ضاع عليه وذهب سدى، يذهب في النوم الكثير، وفي مألوفات النفس وشهواتها، فلا بد من تنظيم الوقت تنظيمًا دقيقًا.
ففي الليل قيام وعبادة، روى البخاري (37)، ومسلم (759) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وينبغي قيام الليل في الثلث الأخير؛ لأن الله سبحانه ينزل في الثلث الأخير إلى سماء الدنيا كل ليلة، ولأن الله سبحانه يقول: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)﴾ [آل عمران: 17].
وبعض الناس يقدِّم قيام الليل في أوله، وهذا جائز لكن لا يضيع عليه آخرُ الليل.
فلا نغفل عن آخر الليل في شهر رمضان، ولا نغفل أيضًا عن بكور اليوم، فالقليل من يصبر على البكور؛ لأن أغلب الناس يسهر الليل كله، وبعد صلاة الفجر يتجِّه إلى النوم مباشرة، فينبغي الصبر حتى تطلع الشمس وترتفع قيد رُمْحٍ، ثم يصلي الضحى أو يؤخرها إن كان يستطيع أن يستيقظ الساعة الحادي عشرة أو نحو ذلك، فمن الخسارة أن الصائم يصلي الفجر ثم إلى سريره، النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «اللَّهُمَّ بَارِك لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» أخرجه الطبراني في «الأوسط» (1000) عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
والمرأة في أعمالها المنزلية، وخدمة زوجها وأولادها، وصنع طعام الإفطار ينبغي أن تحتسب الأجر من الله؛ لتكون في عبادة.