جديد الرسائل

الاثنين، 21 فبراير 2022

(9) تذكير بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

 

نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام

 

قال تَعَالَى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ﴾ [يونس: 72].

نبي الله نوح عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا مدة طويلة، فهو يقول لهم: ﴿ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ أي: أنه متوكل على الله عَزَّ وَجَل فلا يبالي بهم ولا بما أرادوا، وهذا دليل على شجاعة نبي الله نوح عليه السلام، وأنه يتحدى أمة ولا يبالي بهم.

ونبي الله نوح مع طول المدة التي بقيها في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا لم يستجب له إلا القليل، قال سُبحَانَهُ: ﴿ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) [هود: 40].

وقوله: ﴿ وَشُرَكَاءَكُمْ أي: الذين تعبدون من دون الله عَزَّ وَجَل.

وقوله: ﴿غُمَّةً أي: هَمٌّ وَضِيقٌ.

وقوله: ﴿ وَلا تُنْظِرُونِأي: ولا تمهلون.

ويستفاد: أن هدي الأنبياء التعليم لوجه الله عَزَّ وَجَل، وأنهم لا يسألون الأجر من الناس. وهذا أدعى لقبول الناس توجيه وتذكير الداعي إلى الله وتعليمه إذا كان يعلم لوجه الله عَزَّ وَجَل، لا يريد منهم جزاء ولا شكورًا.

وفيه ثبات الداعي إلى الله، فينبغي للداعي إلى الله أن يثبت ولا يتزحزح عن دينه ودعوته وتعليمه، ولا يكون كما قال الشاعر:

غَزَلْتُ لهم غزلا نسيجًا فلم أرَ

۞۞۞

 لغزليَ نسَّاجا فكسّرتُ مغزلي