﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ(40)﴾
يحتمل أن الآيتين لصنف واحد وهم الكفار بصفة عامة، ويحتمل أن يكون هذا لطائفتين من الكفار: الأول في حق المقلدة والأتباع، الثانية في الكفار الذين عرفوا الهدى، فتكون هذه الآية في المتبوعين. هذا معنى ما قرره ابن القيم.
ومع ما تقدم قبل هاتين الآيتين في وصف المؤمنين ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ﴾ الآية. يكون فيه ذكر ثلاثة أقسام:
· الأول: المنعم عليهم، وكما قال تَعَالَى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)﴾ [النور].
· والثاني: وهم المذكورون في قوله تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ﴾ في بيان حال الضالين.
والثالث: وهم المذكورون في قوله تَعَالَى: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾ في بيان حال المغضوب عليهم.
والحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ في تفسير سورة النور له كلام عكس كلام ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ حيث إنه رَحِمَهُ اللهُ يجعل المثل الأول في حق الكفار الدعاة، والمثل الثاني في حق الأتباع، وهكذا السعدي رَحِمَهُ اللهُ.