سؤال الله الرسل يوم القيامة
قال تَعَالَى: ﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ﴾ [الأحزاب: 8].
قال مجاهد رَحِمَهُ اللهُ كما في كتاب التوحيد(13/495) للبخاري معلقا: ﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ﴾[الأحزاب:8] الْمُبَلِّغِينَ الْمُؤَدِّينَ مِنَ الرُّسُلِ.
قَالَ ابن جرير الطَّبَرِيُّ في تفسير سورة الأحزاب رقم الآية(8): مَعْنَاهُ أَخَذْتُ الْمِيثَاقَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ الْمَذْكُورِينَ، كَيْمَا أَسْأَلُ مَنْ أَرْسَلْتُهُمْ عَمَّا أَجَابَتْهُمْ بِهِ أُمَمُهُمْ، وما فعل قومهم فيما أبلغوهم عن ربهم من الرسالة. اهـ.
فالمعنى: أن الله يسأل الصادقين -وهم الأنبياء- يسألهم عما أجابتهم به أممهم، وكما قال الله تَعَالَى: ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109) ﴾ [المائدة: 109].
كما أن الله سُبحَانَهُ يسأل الأمم عما أجابت به الرسل، قال سُبحَانَهُ: ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) ﴾ [القصص: 65].
والله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى محيط علمه بكل شيء، ولكنه يسأل من باب التوبيخ للكافرين.