جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 ديسمبر 2021

(9) مقتطف من سلسلة رسائل سعادة المرأة المسلمة

 

مقتطف من الرسالة التاسعة: سعادة المرأة المسلمة

التفقه في أحكام البيوت

كم هُدِّمت من بيوت ودُمِّرَتْ وأظلمت بسبب إهمال التفقه في الدين؛ لهذا كان على المرأة أن تتفقه في أحكام البيوت؛ حتى تستقرَّ فيه السعادة، وتؤَدَّى فيه العبادة، على أكمل الوجوه.

من أحكام البيوت:

· قراءة سورة البقرة والإكثار من قراءة القرآن في البيوت، روى مسلم (780) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ».

· الإكثار من ذكر الله، فقد قَالَ الله: ﴿أَلا بِذكر الله تطمئِن الْقُلُوب﴾[الرعد: 28].

والتشاغل عن ذكر الله وحشة وغفلة وبُعْدٌ عن الخير. فقراءة القرآن وذكر الله عز وجل مطردة للشيطان.

· مراقبة الله؛ فإن المنفرد في البيت عن أعين الناس إن لم يكن عنده إيمان وخوف من الله قد يعصي الله، قال الله: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108)﴾[النساء].

· القضاء على الفراغ، فإن الفراغ داخل البيوت شقاء ومدخل للشيطان، فإذا لم يُشغل الوقت بالخير شغل بالشر.

· الرفق واللين، يقول النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لعائشة: «يَا عَائِشَةُ، ارْفُقِي، فَإِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، دَلَّهُمْ عَلَى بَابِ الرِّفْقِ» رواه الإمام أحمد (41/255) ».

· عدم التقصِّي في معرفةِ الأشياء التي لا فائدة من العلم بها. فَقد قَالَ النّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعائشة: «أَمَا تُرِيدِينَ أَنْ لَا يَدْخُلَ بَيْتَكِ شَيْءٌ، وَلَا يَخْرُجَ، إِلَّا بِعِلْمِكِ» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، لَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكِ» رواه النسائي(2549).

 

· شعور المرأة بمسؤوليَّة البيت « وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ» رواه البخاري (2554ومسلم (1829) عن ابن عمر.

· حسن تدبير المنزل والاهتمام بنظافته من غير مبالغة تؤدي إلى ضياع الأوقات، أو يكون هناك تفاخر وتباهي.

· الحرص على الهدوء والسكينة في البيوت.

· حفظ أسرار البيوت. واعلمي أنه من الخطأ تصوير ما يكون في البيوت، وتصوير الأولاد والطعام ونشرها في الحالات؛ فإنَّ هذا قد يكون سببًا لسَلْبِ النعمة، والإصابة بالعين والحسد.

دعي عنكِ ما في تصوير ذوات الأرواح من الوعيد الشديد، روى البخاري (5963) ومسلم (2110) عن ابن عَبَّاسٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ».

وإنَّ من الحقوق الزوجية حفظ الأسرار التي تكون بينهما، وخاصة أن الزوجين لا يكاد يخفى شيءٌ منهما على الآخر.

· الاستئذان فلا يدخل بيت غيره إلا باستئذان.

· قول هذا الذكر عند الخروج من البيت: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّه، اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ» رواه أبوداود (5094وغيره عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.

· وعند دخول المنزل يقول: باسم الله.

· قرار المرأة في البيت، قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾[الأحزاب: 33]. وهذا هو الأصل بقاء المرأة في البيت، وأنها لا تكثر من الخروج.

· ألا تخرج المرأة من البيت إلا بإذن وليِّها، روى البخاري (5238) ومسلم(442). عن ابن عمر، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى المَسْجِدِ فَلاَ يَمْنَعْهَا».

· عند اجتماع العوائل أو النساء في بيت من البيوت يجب الحذر من آفات اللسان، والتحفظ من القيل والقال؛ فإنه عند اللقاءات لا يسلم إلا من سلمه الله. كما ينبغي عدم إطالة اللقاء لغير حاجة.

· الحذر من الاختلاط بين الأقارب الذين ليسوا بمحارم، فالاختلاط مدعاة للشرِّ والفساد حتى وإن كانوا خدمًا.

· إفشاء السلام في البيوت.

ويجب الحذر من كلمة (بيباي) عند المغادرة، فهذه ليست تحية الإسلام، هي تحية غربية مأخوذة من أعداء الإسلام.