جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 ديسمبر 2021

(21) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

 بسم الله الرحمن الرحيم

القواعد والتعريفات من الدرس الحادي والعشرين

◆◇◆◇◆◇

النَّوَاسِخُ: جَمعُ نَاسِخٍ. فِي اللُّغَةِ مِنَ النَّسخِ، بِمَعْنَى: الْإِزَالَةِ.

وَفِي الِاصْطِلَاحِ: مَا يَرْفَعُ حُكمَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ.

 النواسخ ثلاثة أنواع:

 مَا يَرفَعُ الْمُبْتَدَأَ وَيَنصِبُ الْخَبَرَ، وَهُوَ: «كَانَ» وَأَخَوَاتُهَا.

 وَمَا يَنصِبُ الْمُبْتَدَأَ وَيرْفَعُ الْخَبَرَ، وَهُوَ: «إِنَّ» وَأَخَوَاتُهَا.

 وَمَا يَنصِبُهُمَا مَعًا، وَهُوَ: «ظَنَّ» وَأَخَوَاتُهَا.

كان وأخواتها:

ألفاظ «كان» وأخواتها ثلاث عشر لفظة: «كَانَ، وَأَمسَى، وَأصْبَحَ، وَأَضحَى، وَظَلَ، وَبَاتَ، وَصَارَ، وَلَيْسَ، وَمَا زَالَ، وَمَا فَتِئَ، وَمَا انْفَكَّ، وَمَا بَرِحَ، وَمَا دَامَ».

أقسام «كان» وأخواتها:

الأفعال تعمل بغير شرط ثمانية: «كَانَ، وَأَمسَى، وَأَصْبَحَ، وَأَضحَى، وَظَلَّ، وَبَاتَ، وَصَارَ، وَلَيْسَ».

 الأفعال تعمل بشرط: أَن يَتَقَدَّمَ عَلَيْهِ نَفيٌ أَو شِبهُهُ -هُوَ: النَّهْيُ وَالدُّعَاءُ- ، وَهُوَ أَرْبَعَةٌ: «زَالَ، وَبَرِحَ، وَفَتِئَ، وَانْفَكَّ». والمقصود بـ «زال» ماضي «يزال» لا ماضي «يزيل»، ولا ماضي «يزول».

وَمَا يَعمَل بِشَرْطِ: أن يتقدم عليها «ما» المصدرية الظرفية، وهو «دام» ، وسميت مصدرية؛ لأنها تقدر بالمصدر، وظرفية؛ لأنها تقدر بالظرفية.


معاني «كان» وأخواتها:

«كان» يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الماضي، إما مع الانقطاع، أو مع الاستمرار.

«أمسى» يفيد اتصاف الاسم بالخبر في المساء.

«أصبح» يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الصباح.

«أضحى» يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الضحى.

«ظل» يفيد اتصاف الاسم بالخبر في جميع النهار.

«بات» يفيد اتصاف الاسم بالخبر في وقت البيات.

«صار» يفيد تحول الاسم من حالته إلى الحالة التي يدل عليها الخبر.

«ليس» يفيد نفي الخبر عن الاسم في وقت الحال.

«ما زال»، «ما انفك»، «ما فتئ»، «ما برح»، تدل على ملازمة الخبر للاسم حسبما يقتضيه الحال.

«ما دام» وهو يفيد ملازمة الخبر للاسم.

«كَانَ، وَأَمسَى، وَأَصْبَحَ، وَأَضحَى، وَظَلَّ» هذه الخمسة الأفعال قد تُستعمَلُ مرادفة لـ «صار»، وهذا على خلاف الأصل.

لِلْخَبَرِ ثَلَاثَةُ أَحْوَالٍ:

أَحَدُهَا: التَّأْخِيرُ عَنِ الْفِعْلِ وَاسْمِهِ، وَهُوَ الأَصْلُ.

 الثَّانِي: التَّوَسُّطُ بَينَ الْفِعْلِ وَاسْمِهِ.

 وَالثَّالِثُ: التَّقَدُّمُ عَلَى الْفِعْلِ وَاسْمِهِ.

ودليل جواز تقدم الخبر علَى الْفِعْلِ وَاسْمِهِ قوله تعالى: ﴿ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (40)﴾ فـ ﴿إِيَّاكُمْ معمول لـ﴿ يَعْبُدُونَ﴾، فهو مفعول به مقدم، وجملة ﴿ يَعْبُدُونَ خبر «كان»، وتقدم المعمول يؤذن بجواز تقدم العامل غالبًا. فإذا جاز تقدم معمول الخبر كان هذا دليلًا على جواز تقدم الخبر على هذه الأفعال، وهذا في غير خبر «دام»، و «ليس».

أما تقدم الخبر على «ما دام»:

فيمنع تقدم الخبر على «ما دام»؛ لأنه يلزم من ذلك تقديم معمول الصلة على الموصول الحرفي، وهذا ممنوع باتفاق.

وعند ابن هشام أيضًا يمنع تقدُّم خبر دام على «دام» وحدها؛ لئلا يفصل بين الموصول الحرفي وصلته.

تقدم الخبر على «ليس»:

اختلفوا في خبر «ليس» على قولين، وابن هشام رَحِمَهُ اللهُ يرجح أن هذا ممتنع، واستدل بأنه لم يسمع عن العرب تقدم الخبر عليها؛ ولأنها فعل جامد فأشبهت «عسى» في الجمود، وخبر «عسى» لا يتقدم باتفاق.

وأما الفارسي وابن جني فيريان الجواز؛ استدلالًا بقوله تعالى: ﴿ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ [هود: 118حيث تقدم ﴿ يَوْمَ وهو معمول، لـ﴿ مَصْرُوفًا﴾، وتقدم المعمول يؤذن بجواز تقدم العامل، وأجاب عن هذا ابن هشام بأنهم توسعوا في الظروف ما لم يتوسعوا في غيرها، المعمول هنا ظرف ﴿يَوْمَ﴾، والظروف قد يتوسعون فيها.