عن مَعْبَدِ بْنِ هِلالٍ العَنَزِيّ، قَالَ: اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الحديث وفي آخره: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَوْ مَرَرْنَا بِالحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ فَحَدَّثْنَاهُ بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا. فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: هِيهْ فَحَدَّثْنَاهُ بِالحَدِيثِ، فَانْتَهَى إِلَى هَذَا المَوْضِعِ، فَقَالَ: هِيهْ، فَقُلْنَا لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا، فَقَالَ: لَقَدْ حَدَّثَنِي وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَلا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا ، قُلْنَا: يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا فَضَحِكَ، وَقَالَ: خُلِقَ الإِنْسَانُ عَجُولًا مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ... رواه البخاري (7510)، و مسلم (193).
من الفوائد:
-مذاكرة العلم.
-ما يحصل من الابتلاء والمحن لأهل العلم والفضل، فالحسن البصري وجماعة من التابعين ابتُلوا بمحنة عظيمة، فقد كان الحجاج بن يوسف الثقفي الظالم يطاردهم، فاختفى الحسن البصري في منزل أبي خليفة حتى جاءه موت الحجاج، ولما بلغه وفاته سجد الحسن شكرًا لله.
وقد طارد الحجاج سعيد بن حبير فظفر به وقتله، الذي يقول عنه أهل العلم: قتله الحجاج ظلمًا وعدوانًا والناس أحوج ما يكون إلى علمه. رحمه الله.
-ونستفيد: الاختفاء عند الفتن.
-وفيه كما قال النووي في «شرح صحيح مسلم»(3/65): أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِضَحِكِ الْعَالِمِ بِحَضْرَةِ أَصْحَابِهِ إِذَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ أُنْسٌ وَلَمْ يَخْرُجْ بضحكه إلى حد يعد تركا للمرؤة. اهـ.
-وفيه تربية الطالب على التأني وعدم العجلة.