جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 18 يوليو 2021

(3) من أحكام الأضاحي

 ذبح  الإمام  الأضحية في المصلى

قَالَ ابن بَطَّالٍ: هُوَ سُنَّةٌ لِلْإِمَامِ خَاصَّةً عِنْدَ مَالِكٍ، قَالَ مَالك فِيمَا رَوَاهُ بن وَهْبٍ: إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِئَلَّا يَذْبَحَ أَحَدٌ قَبْلَهُ. زَادَ الْمُهَلَّبُ: وَلِيَذْبَحُوا بَعْدَهُ عَلَى يَقِينٍ، وَلِيَتَعَلَّمُوا مِنْهُ صِفَةَ الذَّبْحِ. كما في «فتح الباري»(10/9).

وأيضًا من  أجل أن يأخذ الفقراء منها، كما قال والدي رحمه الله، وأيضًا يذبحها هناك إظهارًا لشعائر الله، كما في «الصيد الثمين»لابن عثيمين.

 

استسمان الأضحية

قال والدي رَحِمَهُ الله: ثم بعد ذلك أيضًا ترجع إلى أضحيتك، والمشروع هو الاستسمان أن تكون أضحية سمينة، سواء أكانت من الضأن أم كانت من المعز، لكن المعز يشترط أن يكون  ثَنِيًّا- الثني من المعز:ما له سنتان ،كما في تفسير ابن كثير.-، أما الضأن فيجزئ الجذع والجذع: هو ما بلغ سنةً، وبعضهم يقول: ستة أشهر، والأمر سهلٌ في هذا.

 

التصدق من الأضحية والادخار

قا ل رَحِمَهُ الله: ثم إنه يُشرع أن تتصدق منها فقد كان النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نهى عن الادِّخار ثم أذن بالادخار،وقال:«كلوا وتصدَّقوا وادَّخروا».

يشرع أن تتصدق لجيرانك ولِمن ذبحتَ قبله.

(وقد سمعت والدي رحمه الله في خطبة عيد الأضحى يحث على ذلك ويقول: وأسأل الله أن يعينني على نفسي، وألا أكون مثل ذلك الرجل الذي حث الناس في الخطبة على الصدقة من الأضاحي، فرجع وقد ذبح ولده الأُضحية وتصدق. فسأله أين اللحم؟ قال: تصدقت به؛ لأني سمعتك تعظ الناس به.

فقال له: أنا قلت يا أيها الناس، ولم أقل:(يا أيها احْنا)،-كذا باللغة العامية، والله أعلم-).

 


 لا يجزئ ذبح الأضحية قبل صلاة  العيد

قال رحمه الله: وهنا شيء أريد أن أنبه عليه وهو: أن الذبح قبل الصلاة لا يجزئ ،وتعتبر شاةَ لحم، كما في الحديث عن البراء  أن أبا بردة بن نيار ذبح قبل الصلاة من أجل أن يوزِّع على جيرانه، فقال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: هي شاة لحم وضَحِّ بغيرها، فقال: يا رسول الله ليس عندي إلا  جذع من المعز، قال: تجزئ عنك ولا تجزئ عن غيرك.

 

الإمساك عن الطعام والشراب إلى بعد صلاة  عيد الأضحى

قال رَحِمَهُ الله: و يُشرع في هذا اليوم أيضًا الإمساك عن الطعام إلى أن ترجع وتأكل من كبد أضحيتك، لكن المشروع أن ترجع وأن تذبح أضحيتك، وتقول: بسم الله الله أكبر، فهكذا فعل النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كما في «الصحيحين» من حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ «ضحى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بكبشين أملحين أقرَنين».

وهكذا يشرع أن تذبح أضحيتك بيدك ولا بأس أن توكِّلَ غيرك، فعلينا معشر المسلمين أن نستمسك بكتاب الله وبسنة رَسُول اللَّهِ.

 

من أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره

قال رحمه الله: ونسيت شيئًا مهمًا لابد من ذكره وهو مسألة الأضحية، من أراد أن يضحِّي كما في حديث أم سلمة في «صحيح مسلم»:«فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ»سواءً كان شعره أم شاربه.

وهكذا أيضًا شعر الإبط لا تأخذنَّ في أيام العشر،لا تأخذن من شعرك ولا من أظفارك شيئًا أنت وأسرتُك جميعًا.

 أما حلق اللحية فمحرَّم في كل وقت.

 من الناس من يتزيَّنُ قبلَ العيد ،وربما يأخذ من شعر وجهه، وشعر الوجه تتركه كما خلقه الله سبحانه وتعالى، فهذا أمر أردنا أن ننبِّه عليه.

نسأل الله العظيم أن يتوب علينا، وأن يتوفانا مسلمين، ونسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم. اهـ من شريط/ خطبة عيد الأضحى لوالدي رحمه الله.