جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 5 فبراير 2021

(103)الإجابةُ عن الأسئلةِ

بسم الله الرحمن الرحيم

❖❖❖❖❖❖

السؤال: حفظكم الله، أخت تزوجت مع ابن عمها برضى أبيها تطبيقًا لشرع الله في مجتمع لا يقبل الزواج من الأقارب وعندهم هذا شيء يشبه زنى المحارم.

تقول الأخت: إنها تعاني من الشتائم وحتى أمها وإخوتها وغيرهم ليسوا موافقين على هذا الزواج.

هي تود نصيحة في كيفية التعامل مع أمها المعارضة وإخوتها والمجتمع. وجزاك الله خيرًا؟

الجواب: أولًا: هذا الشيء اعتقاده باطل ما أنزل الله به من سلطان، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ﴾ [الأحزاب: 50].

والنّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تزوج بعدد من نسائه وهن من أقاربه، فخديجة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا في النسب تجتمع مع النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في قصي، عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تجتمع مع النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في مُرَّةَ بنِ كَعْبِ، أم حبيبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تلتقي مع النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في عبد مناف، زينب بنت جحش رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بنت عمة النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أميمة بنت عبد المطلب.

وزوَّج النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ابنته فاطمة من ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعًا.

ونستفيد أيضًا من زواج النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ من الأقرباء وتزويج ابنته فاطمة من علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: الرد على مقالة أن الزواج من الأقرباء لا يناسب طبيًّا، وأن الأولاد يكونون مشوَّهين.

قال الشيخ ابن باز في «فتاوى نور على الدرب»(20/76): الزواج من الأقارب أمر مطلوب، وفيه فائدة كثيرة في صلة الرحم، في تقارب الأقارب وتعاونهم على الخير، وكثرة النسل فيهم، فلا ينبغي أن يلتفت إلى هؤلاء، لكن من كان من الأقارب سيئ السيرة، هذا له بحث آخر إذا كان سيئ السيرة، أو البنت سيئة السيرة، أو هناك أمراض يخشى منها في نفس الأسرة، التي يريد الزواج منها، هذا لا مانع من اختياره غيرها والاحتياط. اهـ

أما نصيحتي لهذه الأخت فأنصحها أن لا تبالي، وأن تستعين بالله عَزَّ وَجَل في الصبر عليهن، وأن تدعوَ الله لهم بالهداية وتليين قلوبهم لترك هذه التقاليد والاعتقادات الباطلة، ونرجو مع مرور الأيام أنهم يلينون، وربما يجر هذا إلى تركهم هذه العادة السيئة وتؤجرين، فقد قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» رواه مسلم (2674) عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه، والله أعلم.

❖❖❖❖❖❖