جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 28 يوليو 2020

(9)من أحكام العيدين

العيد هل له خطبة أو خطبتان؟

قول جمهور أهل العلم أن للعيد خطبتَين ومنهم ابن حزم في المحلى، واستدلوا ببعض الأحاديث الضعيفة،وبالقياس على خطبتي الجمعة، ولكن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك. ومن الأدلة:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:«إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الفِطْرِ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ» رواه البخاري (958)،ومسلم (885).

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ» رواه البخاري (962).

الشاهد أنه أفرد الخطبة ولم يذكرها بلفظ التثنية (خطبتين)،وكان والدي رحمه الله يقول:قال:خطبة ولم يقل خُطْبَتَينِ.

عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ، فَيَبْدَأُ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّى صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ، قَامَ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مُصَلَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِبَعْثٍ، ذَكَرَهُ لِلنَّاسِ، أَوْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ، أَمَرَهُمْ بِهَا.رواه مسلم (889).

قال الصنعاني في «سبل السلام» تحت رقم (462):فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ خُطْبَةِ الْعِيدِ، وَأَنَّهَا كَخُطَبِ الْجُمَعِ أَمْرٌ وَوَعْظٌ، وَلَيْسَ فِيهَا أَنَّهَا خُطْبَتَانِ كَالْجُمُعَةِ، وَأَنَّهُ يَقْعُدُ بَيْنَهُمَا وَلَعَلَّهُ لَمْ يَثْبُتْ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّمَا صَنَعَهُ النَّاسُ قِيَاسًا عَلَى الْجُمُعَةِ. ا هـ.

وقد أجاب الشيخ الألباني عن قولهم بالقياس في هذه المسألة، وقال:من مشاكل القياس: أنه لا يُوقف به عند حدٍّ، فمن قال: إننا نقيس خطبة العيدين على خطبة الجمعة، فلقائل يقول: لا، نحن نقيس خطبة العيد على غير خطبة الجمعة كخطبة الاستسقاء مثلاً أو خطبة صلاة الكسوف أو الخسوف مثلًا، وعلى العكس من ذلك: إذا فُتِحَ باب القياس المذكور فسنخالف كل الخُطَب التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم مما أشرت إليه آنفًا، كخطبة الكسوف أو الخسوف وخطبة الاستسقاء ونحو ذلك، أيضًا: تُقاس هذه الخطب على خطبة الجمعة، فهل من قائل بذلك؟ لا قائل بذلك والحمد لله. فإذًا: نلتزم الوارد وما نزيد على ذلك. المرجع (سلسلة الهدى والنور)كما في «جامع تراث فقه العلامة»(6 / 62).

وهذه المسألة مما اتفق عليها الشيخان: الألباني والوادعي أن العيد له خطبة واحدة، وقبلهما الصنعاني رحمهم الله جميعا،والله أعلم.