مسائل في العلم وآدابه
عن عَبْدِ
اللَّهِ بن مسعود، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»،
قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟
قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ
لَزَادَنِي.
رواه البخاري(527)،ومسلم
(85).
وفي رِوَايَةٍ
لِمُسْلِمٍ: فَمَا تَرَكْتُ أَنْ أَسْتَزِيدَهُ إِلَّا إِرْعَاءً عَلَيْهِ.
من فوائد
هذا الحديث التي تتعلق بالعلم وآدابه:
قال
النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
فِيهِ
حُسْنُ الْمُرَاجَعَةِ فِي السُّؤَالِ.
وَفِيهِ
صَبْرُ الْمُفْتِي وَالْمُعَلِّمِ عَلَى مَنْ يُفْتِيهِ أَوْ يُعَلِّمُهُ
وَاحْتِمَالُ كَثْرَةِ مَسَائِلِهِ وَتَقْرِيرَاتِهِ.
وَفِيهِ
رِفْقُ الْمُتَعَلِّمِ بِالْمُعَلِّمِ وَمُرَاعَاةُ مَصَالِحِهِ وَالشَّفَقَةُ
عَلَيْهِ لِقَوْلِهِ: فَمَا تَرَكْتُ أَسْتَزِيدُهُ إِلَّا إِرْعَاءً عَلَيْهِ.اهـ
وفيه: تنبيهُ الطالب على تحقيق العلم، وكيفية أخذه.
وفيه: التنبيه على مرتبته عند الشيوخ وأهلِ الفضل،ليؤخذ علمه بقبول، وانشراح، وضبط، والله أعلم.اهـ من «العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام »(287)لابن العطار.
وهذه مسألة مهمة أن يحرص الطالب على الأخذ عن معلمه وهو نشيط منشرح الصدر،لأن هذا أضبط وأبعد عن الخطأ،وأقوى على استحضار المعلومات.
وقد حدَّثني والدي وقال:عند خروجي من الدرس تقدم طالب يسأل فامتنعت عن الإجابة عليه،وقلت فكري مشوَّش أتريد أن أجيبك بالخطأ.
رحمه الله وغفر له من إمامٍ عالمٍ ورِعٍ.
وفي الحديث أيضًا: فضل السؤال المفيد،فقد أفادت هذه الأسئلة علومًا عظيمة.