أما بعد
فهذه بعض كيفيات قيام النبي صلى الله عليه وسلم في الليل،وكان جوابًا عن سؤالٍ
قُدِّمَ إلَيَّ.
بعض
كيفيات قيام الليل
1-يصلي ثلاث
عشرة ركعة والركعتان الأوليان تكون خفيفة يُستفتَحُ بها قيام الليل،ويسلم في كل
ركعتين،ثم يوتر بواحدة.
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَتْ صَلاَةُ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً» يَعْنِي بِاللَّيْلِ.رواه البخاري(1138)،ومسلم(764).
عَنْ
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ، «فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ
خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ
طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ
قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا،
ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى
رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ فَذَلِكَ
ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً»رواه
مسلم (765).
2-ثلاث
عشرة ركعة يسلم في كل ركعتين،ويوتر من ذلك بخمس لا يسلم إلا في آخرها.
عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ،
لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إِلَّا فِي آخِرِهَا».رواه مسلم (737).
3- إحدى
عشرة ركعة،يصلي أربعا ثم يتشهد ويسلم،ثم
يصلي أربعًا ثم يتشهد ويسلم،ثم يصلي ثلاثا ثم يتشهد ويسلم
عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا، كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: «مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ
رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ
يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي
ثَلاَثًا»رواه البخاري(1147)،ومسلم (738).
4- تسع ركعات،يصلي ثمان ركعات ،ثم يجلس يذكر
الله ويحمده ويدعوه ثم يقوم ولا يسلم حتى يأتي بالتاسعة،ثم يصلي ركعتين وهو جالس
بعد ما يسلم.
عن سعد
بن هشام قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْبِئِينِي عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ
وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللهُ مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ،
فَيَتَسَوَّكُ، وَيَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهَا إِلَّا
فِي الثَّامِنَةِ، فَيَذْكُرُ اللهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ يَنْهَضُ
وَلَا يُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّ التَّاسِعَةَ، ثُمَّ يَقْعُدُ
فَيَذْكُرُ اللهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا
يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ وَهُوَ قَاعِدٌ،
فَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يَا بُنَيَّ..رواه مسلم (746).
5-كيفياتٌ أخرى متنوِّعة في صلاة قيام الليل
عَنْ
مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ صَلاَةِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ:
«سَبْعٌ، وَتِسْعٌ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتِي الفَجْرِ»رواه البخاري(1139)،ومسلم (738).
عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا: بِكَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ؟
قَالَتْ: «كَانَ يُوتِرُ بِأَرْبَعٍ وَثَلَاثٍ، وَسِتٍّ وَثَلَاثٍ، وَثَمَانٍ
وَثَلَاثٍ، وَعَشْرٍ وَثَلَاثٍ، وَلَمْ يَكُنْ يُوتِرُ بِأَنْقَصَ مِنْ سَبْعٍ،
وَلَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ»رواه أبو داود(1362).
6-جواز الاقتصار على
ركعة واحدة
عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ»رواه مسلم (752).
قال
النووي في شرح هذا الحديث:فيه دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ الْإِيتَارِ بِرَكْعَةٍ ،وَعَلَى
اسْتِحْبَابِهِ آخر الليل.اهـ
ولكن لا ينبغي
الاقتصار على واحدة في صلاة الليل،إلا عند ضيق الوقت.
هذه بعض كيفيات صلاة
الليل،وعلى ضوءِ ما تقدم:
نستفيد:
تنوُّع صلاة
الليل،فيستحب للمتهجد أن ينوِّع في صلاة الليل أحيانًا بهذا وأحيانًا بهذا،تأسيًا
بنبينا محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هدي النبي صلى الله
عليه وسلم في صلاة الليل،وأنه ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة
ركعة،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،والبركة في السنة وإن قلَّ العمل.
وأما رواية(ثلاث عشرة
ركعة)فهذا مع إضافة افتتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين.وفي بعض الروايات التصريح
بأنها مع ركعتي الفجر كما في روايةٍ للبخاري(1140)عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْهَا الوِتْرُ، وَرَكْعَتَا
الفَجْرِ».والله أعلم.