جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 4 أبريل 2020

(1)من أحكام الأذان


            قول أحيانا:وأنا وأنا في متابعة المؤذن في الشهادتين


عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى المِنْبَرِ، أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ»، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «وَأَنَا»، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «وَأَنَا»، فَلَمَّا أَنْ قَضَى التَّأْذِينَ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا المَجْلِسِ، «حِينَ أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، يَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ مِنِّي مِنْ مَقَالَتِي»رواه البخاري(914).


عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يَتَشَهَّدُ، قَالَ: «وَأَنَا، وَأَنَا»رواه أبو داود(526).


ومعنى:وأنا وأنا:أي: وأنا أشهد،أو أنا أقول مثله. كذا في «فتح الباري»(914).


فيكون إعراب(وأنا)مبتدأ خبره محذوف.أي وأنا أشهد.


قال الصنعاني في «التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير»(5/169):قوله في حديث معاوية: "وأنا"، ورفعه إليه  صلى الله عليه وسلم فيكون من يجيب المؤذن في التشهدين، مخير بين الإتيان بلفظهما وبين قوله: "وأنا"، وقد أيده حديث عائشة عند أبي داود وذكر الحديث المتقدم،فيكون قوله في أحاديث «مثلما يقول»مخصَّصًا عمومه بما ذُكِر.


وذكر هذه المسألة الشيخ الألباني في «الثمر المستطاب»(184)ونصَّ على أنه  له أن يقتصر أحيانا على قوله:(وأنا وأنا) بدل قول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله، كذلك كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال:ورواه ابن حبان في «صحيحه» كما في «الترغيب» وبوب عليه:«باب إباحة الاقتصار عند سماع الأذان على: وأنا وأنا». ذكره في «فيض القدير» وقال:«أي يقول عند شهادة أن لا إله إلا الله: وأنا.اهـ 



الخلاصة في هذه المسألة:

أن الأصل أنه يقول في متابعة المؤذن مثل ما يقول لحديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ»رواه البخاري ومسلم.


-الاكتفاء أحيانا على قول(وأنا وأنا)في متابعة المؤذن في الشهادتين.وهذا من تنوُّعِ العبادات.



ومن فوائد حديث معاوية:


-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشهد لنفسه بالرسالة كغيره من الأمة.
-العمل بالعلم.
-حرص السلف على نشر العلم.


-قال ابن رجب في «فتح الباري»(8/228):فيه دليل على أن من سمع مخبرًا يخبر عن نفسه بشيء، فقال هو  مجيبًا له :(وأنا)،أنه يصير مقرًّا بمثل ما أقر به.اهـ