جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 25 مارس 2020

(79)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ


الدرس الخامس [سورة الحج (22):الآية 5]

بعض فوائد هذه الآية﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ إلى قوله سبحانه:وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾:

1)  محاجة منكري البعث من وجهين :

أحدهما: أن الذي أوجد الإنسان من تراب ثم من نطفة وقلب حاله أطوارًا، وكما قال تعالى ﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا﴾[نوح : 14] قادر على إعادة خلقه بعد موته، وكما قال سبحانه ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) ﴾[يس].

 الثاني: إحياء الأرض اليابسة التي لا نبات فيها دليل على قدرة الله سبحانه على البعث.

قال ابن كثير:﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً﴾هَذَا دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى قُدْرَتِهِ تَعَالَى عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى، كَمَا يُحْيِي الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ الْهَامِدَةَ، وَهِيَ القحْلَة الَّتِي لَا نَبْتَ فِيهَا وَلَا شَيْءَ.اهـ

والقحلة:اليابسة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[سورة الحج (22) : الآيات 8 إلى 10]

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)﴾.

﴿ثانِيَ﴾لاوي.

﴿عِطْفِهِ﴾العِطف فسِّر بالعنق وهي الرقبة، وقال الشوكاني في «فتح القدير» (3/519):الْعِطْفُ: الْجَانِبُ، وَعِطْفَا الرَّجُلِ:جَانِبَاهُ مِنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ.

﴿ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ﴾ أي: ذلة  ومهانة.

﴿ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ ﴾ ﴿ذلِكَ﴾ أي: الخزي في الدنيا وعذاب الحريق يوم القيامة

والباء سببية أي: بسبب ما قدمت يداك.

قال الشوكاني في «فتح القدير» (3 / 520):عَبَّرَ بِالْيَدِ عَنْ جُمْلَةِ الْبَدَنِ لِكَوْنِ مُبَاشَرَةِ الْمَعَاصِي تَكُونُ بِهَا فِي الْغَالِبِ.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ ظلام من أمثلة المبالغة، وهي تقتضي الكثرة، وهذا لا مفهوم له.فالظلم منفي عن الله مطلقًا.
واستفدت من والدي رحمه الله أن المراد﴿ لَيْسَ بِظَلَّامٍ﴾ أي: ليس بذي ظلم، لأن الله يقول:﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾.

ونستفيد من آية رقم(10):
*نفي الظلم عن الله عز وجل.

*أن الله لا يعاقب أحدًا بغير ذنب، وكما قال  تعالى:﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا﴾[طه:112].
وتقدم الكلام على الجدل عند تفسير آية رقم (3).