جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 7 أغسطس 2019

(10)أسئلة في الحج والعمرة


أنكرت امرأة وقالت:لا يُقرأ القرآن بعرفة ولكن ذِكْر فقط فهل هذا صحيح؟

الجواب

القرآن هو من ذكر الله قال تعالى:﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9].

وقال سبحانه:﴿وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ [ص:1].

بل ذكر أهل العلم أن القرآن أفضل الذكر إلا المواضع التي لها أوقاتٌ محدَّدة ،فهذه يكون الإتيان بها أفضل من قراءة القرآن، لأنها تفوت بفوات وقتها.

قال النووي رَحِمَهُ الله في «المجموع» (2/164) :قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنْ التَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَسَائِرِ الْأَذْكَارِ إلَّا فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي وَرَدَ الشَّرْعُ بِهَذِهِ الْأَذْكَارِ فِيهَا.اهـ

مثلًا:الأذكار عقب الصلوات أفضل من قراءة القرآن،أذكار الصباح والمساء أفضل من قراءة القرآن،متابعة المؤذن أفضل من قراءة القرآن..وهكذا لأن هذه لها وقت معيَّن فلا يُقدَّم شيء عليها.

والواقف بعرفة أحيانا يكون في تسبيح وتهليل وتكبير وتحميد واستغفار ..وغير ذلك،وأحيانًا يقرأ القرآن.

 قال النووي في«الأذكار»(198):يُستحبّ الإِكثارُ من الذكر والدعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفضلُ أيام السنة للدعاء، وهو مُعظم الحج ، ومقصودُه والمعوَّل عليه، فينبغي أن يستفرغَ الإِنسانُ وُسعَه في الذكر والدعاء، وفي قراءة القرآن، وأن يدعوَ بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه، ووالديه، وأقاربه ومشايخه، وأصحابه، وأصدقائه، وأحبابه، وسائر مَن أحسن إليه، وجميع المسلمين، وليحذرْ كلَّ الحذرِ من التقصير في ذلك كله، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه، بخلاف غيره، ولا يتكلَّفُ السجعَ في الدعاء، فإنّه يُشغل القلبَ، ويُذهبُ الانكسار، والخضوعَ، والافتقار، والمسكنة والذلّة، والخشوع، ولا بأس بأن يدعو بدعواتٍ محفوظة معه، له أو غيره، مسجوعة إذا لم يشتغل بتكلّف ترتيبها ومراعاة إعرابها.اهـ المراد

وقال الشيخ ابن باز في «التحقيق والإيضاح»128):يستحب للحاج في هذا الموقف أن يجتهد في ذكر الله سبحانه ودعائه والتضرع إليه، ويرفع يديه حال الدعاء وإن لبى أو قرأ شيئا من القرآن فحسن.اهـ

ويستحب الإكثار بعرفة من هذا الدعاء الثابت عن عبدالله بن عمرو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.رواه الترمذي(3585).

وللحديث بعض الشواهد.ينظر«الصحيحة»(1503)للشيخ الألباني.