من أدلة وجوب تربية الأولاد
عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ
وَتَصُومُ النَّهَارَ» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلْ، قُمْ وَنَمْ،
وَصُمْ وَأَفْطِرْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ
عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ
عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّكَ عَسَى أَنْ يَطُولَ بِكَ عُمُرٌ، وَإِنَّ مِنْ
حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ بِكُلِّ
حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَذَلِكَ الدَّهْرُ كُلُّهُ» قَالَ: فَشَدَّدْتُ
فَشُدِّدَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ: «فَصُمْ
مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ» قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ،
قُلْتُ: أُطِيقُ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ: «فَصُمْ صَوْمَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ»
قُلْتُ: وَمَا صَوْمُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ؟ قَالَ: نِصْفُ الدَّهْرِ.رواه البخاري(6134)،ومسلم (1159).
زاد مسلم في رواية«وَإِنَّ
لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا».وهذا هو الشاهد من هذا الحديث.
قال المناوي في
«التيسير بشرح الجامع الصغير»(1/363): أَي:
حقوقًا كَثِيرَة.
مِنْهَا: تعليمهم الْفُرُوض وَالْأَدب وَالْعدْل
بَينهم فِي الْعَطِيَّة وَغير ذَلِك.اهـ
ومن حق الولد على
أبويه:الرفق به والإحسان إليه وإرشاده إلى مصالحه.
ومن حق الولد:الرحمة
به،ولا سيما البنت الضعيفة الرحمة بها آكد وأقوى.
ومن حق الولد:تربيته
على الصدق والوفاء والمكارم والأخلاق الطيبة.
ومن حق الولد:تعويده
على الخير وتحبيبه إليه وتحذيره من المعاصي وحثه على بغضها.