جديد الرسائل

الجمعة، 14 يونيو 2019

(54) دُرَرٌ مِنَ النَّصَائِحِ


             فوائد الطاعة وقت غفلة الناس



قال ابن رجب في «لطائف المعارف»(131): في إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد:


 منها: أنه يكون أخفى ،وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه،ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء.


ومنها: أنه أشق على النفوس: وأفضل الأعمال أشقها على النفوس.وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس فإذا كثرت يقظةُ الناس وطاعاتهم كثُر أهل الطاعة، لكثرة المقتدين بهم،فسهلت الطاعات.


وإذا كثرت الغفلاتُ وأهلُها تأسى بهم عمومُ الناس فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتَهم لقلة من يقتدون بهم فيها

ولهذا المعنى في صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العباد في الهرج كالهجرة إلي"وخرجه الإمام أحمد ولفظه: "العباد في الفتنة كالهجرة إلي".


 وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين،فيكون حالهم شبيها بحال الجاهلية، فإذا انفرد مِن بينهم مَن يتمسك بدينه ويعبد ربَّه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة مَن هاجر مِن بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به متبعا لأوامره مجتنبا لنواهيه.


ومنها: أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاءَ عن الناس كلِّهم فكأنه يحميهم ويدافع عنهم.


وقد قيل في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 251] أنه يدخل فيها دفعة عن العصاة بأهل الطاعة.اهـ المراد



استفدنا مما تقدم:الحث على فعل الطاعات وقت غفلة الناس.

وهذا مثل:

 وقت غفلة الناس في النوم.

أيام الفتن،ونحن في عصر الفتن،وأيام الفتن يغفل فيها الناس،ويغوص فيها الناس إلا من رحم الله.

الأسواق وقت غفلة.

الأعراس والأعياد وقت غفلة.

أوقات الأحزان والمصائب وقت غفلة.

التنافس في الدنيا  يُظلم القلب ووقت غفلة.



فانتبه أيها المسلم من أوقات الغفلة وأسباب الغفلة وبادر إلى طاعة ربك فإن الغفلة مهلكة وداء فتَّاك،ولهذا يقول ربنا سبحانه:﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)﴾[الأعراف].


وحاسب نفسك هل أنت من الغافلين؟


اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من الغافلين.