جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 6 ديسمبر 2018

(64)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ



                    فوائد ومسائل من دروس تفسير ابن كثير
﴿بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ (44)﴾

قال ابن كثير رَحِمَهُ الله:يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْمُشْرِكِينَ:إِنَّمَا غَرَّهُمْ وَحَمَلَهُمْ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الضَّلَالِ أَنَّهُمْ مُتِّعُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَنُعِّمُوا وَطَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ فِيمَا هُمْ فِيهِ،فَاعْتَقَدُوا أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ.اهـ

﴿أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ﴾

هذا ذكره الله عز وجل في موضعين في هذا الموضع،وفي سورة الرعد:﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)﴾.

﴿نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ﴾ فيه أقوالٌ للمفسرين:

منها:أن المراد الفتوحات والانتصارات فبلاد الكفار يفتحها المسلمون بالغزو قرية بعد قرية وبلدًا بعد بلد،فهي في تناقص،لأنها تُضَم إلى بلاد المسلمين.وهذا التفسير اختاره ابن كثير رحمه الله فقد قال هنا في سورة الأنبياء:وَأَحْسَنُ مَا فُسِّرَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الْأَحْقَافِ:27].

وقال رَحِمَهُ الله-في تفسير سورة الرعد:﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)﴾[الرعد:41]بعد ذِكره أقوال المفسرين-:وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَوْلَى،وَهُوَ ظُهُورُ الْإِسْلَامِ عَلَى الشِّرْكِ قَرْيَةً بَعْدَ قرية،كقوله تعالى:﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الْأَحْقَافِ:27] الآية،وهذا اختيار ابن جرير.اهـ.

ومن المفسرين من قال:نقص أطراف الأرض: موت العلماء.وعلى هذا التفسير فالآية يكونُ فيها فضل العلماء وأن بذهابهم يذهب العلم.

 ﴿مِنْ أَطْرافِها﴾ أي:جوانبها.

﴿أَفَهُمُ الْغالِبُونَ﴾ قال الحافظ ابن كثير:يَعْنِي بَلْ هُمْ الْمَغْلُوبُونَ الأسفلون الأخسرون والأرذلون.

في هذه الآية من الفوائد:

1)  أن الذي حمل الكفار على التمادي والطغيان الترف وطول العمر فاعتقدوا أنهم على حق والواقع أنهم في ضلال وغرور.

2) الحث على التفكُّر والعظة والاعتبار فالبلاد حول مكة تفتح قرية بعد قرية ويُنصرُ فيها المسلمون ويُغلب الكفار أفلا يتعظون بذلك.