جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2018

(21)الحديثُ وعلومُه


              
                        مِنْ تفسيرِ السنة بالسنة



عن ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لابن صياد:«إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا» فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَالَ:«اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ». أخرجه البخاري(1354)،ومسلم (2930).

وفي روايةٍ لأبي داود(4329)،والترمذي(2249)«إِنِّي خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا»،وَخَبَأَ لَهُ:{يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10].

وهذا يفسِّرُ الدُّخُّ وأنه الدخان.



قال العراقي رحمه الله في الألفية(161)في أحسن تفسير لغريب ألفاظ الحديث:



وَخَيْرُ مَا فَسَّرْتَهُ بِالْوَارِدِ

كَالدُّخِّ بِالدُّخَانِ لاِبْنِ صَائِدِ

كَذَاكَ عِنْدَ التِّرْمِذِيْ، وَالْحَاكِمُ

فَسَّرَهُ الْجِمَاعَ وَهْوَ وَاهِمُ



قال ابن الصلاح في«علوم الحديث»(374):وَفِي «مَعْرِفَةِ عُلُومِ الْحَدِيثِ» لِلْحَاكِمِ: أَنَّهُ الدَّخُّ بِمَعْنَى الزَّخِّ الَّذِي هُوَ الْجِمَاعُ، وَهَذَا تَخْلِيطٌ فَاحِشٌ يَغِيظُ الْعَالِمَ وَالْمُؤْمِنَ.

وَإِنَّمَا مَعْنَى الْحَدِيثِ:أَنَّ النَّبِيَّ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ لَهُ: قَدْ أَضْمَرْتُ لَكَ ضَمِيرًا، فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: الدُّخُّ، بِضَمِّ الدَّالِ، يَعْنِي الدُّخَانَ، وَالدُّخُّ هُوَ الدُّخَانُ فِي لُغَةٍ..

فأَدْرَكَ ابْنُ صَيَّادٍ مِنْ ذَلِكَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ فَحَسْبُ، عَلَى عَادَةِ الْكُهَّانِ فِي اخْتِطَافِ بَعْضِ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيَاطِينِ، مِنْ غَيْرِ وُقُوفٍ عَلَى تَمَامِ الْبَيَانِ. وَلِهَذَا قَالَ لَهُ: " اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ " أَيْ فَلَا مَزِيدَ لَكَ عَلَى قَدْرِ إِدْرَاكِ الْكُهَّانِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.