جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 مارس 2017

(8) أحكامُ المساجِد

         
            جواز إدخال الصبيان المساجد

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، يَقُولُ: «مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلاَةً، وَلاَ أَتَمَّ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ كَانَ لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَيُخَفِّفُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ».رواه البخاري(708)،ومسلم(470).


عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأَبِي العَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا».رواه البخاري(516)،ومسلم(543).

عن بريدة بن الحُصيب رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا، فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ:  صَدَقَ اللَّهُ: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [التغابن: 15]، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ .رواه أبوداود(1109).والحديث صحيح.


أما ما رواه ابن ماجة في «سننه»  (750) عن وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ » فهوحديث ضعيف جداً فيه الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ متروك .

وفي إدخال الصبيان المساجد تمرينهم على الخير وحبِّ الطاعة والذكر. 

وقد ذكر العلامة الألباني رحمه الله في«الثمر المستطاب»(2/759)جملةً من الأدلة في المسألة ،ثم قال: في هذه الأحاديث جواز إدخال الصبيان المساجد ولو كانوا صغارًا يتعثَّرون في سيرِهم ،حتى ولو كان من المحتمل الصياح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ ذلك ولم ينكره ،بل شرع للأئمة تخفيف القراءة لصياح صبي خشية أن يشق على أهله.

ولعلَ من الحكمة في ذلك تعويدَهم على الطاعة وحضور الجماعة منذ نعومة أظفارهم، فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه - من الذكر وقراءة القرآن والتكبير والتحميد والتسبيح - أثرًا قويًّا في نفوسهم - من حيث لا يشعرون - لا يزول أو من الصعب أن يزول حين بلوغهم الرشد ودخولهم معترك الحياة وزخارفها.

 ولعل علمَ النفس الحديث يؤيدُ تأثُّرَ الطفل الصغير ولو في المهد بما يسمع ويرى. ويُخيَّل إليَّ أنني كنت قرأت بحثا مفيدًا حول هذا الموضوع لبعض الكُتاب ،ولكني الآن لا أستذكر من هو ولا في أيِّ كتاب هو.

وأما كبارُ الأطفال فتأثرهم بذلك واضح مسلم ،غير أنه إذا وُجِد فيهم من يلعب في المساجد ويركض فعلى آبائهم وأولياءِ أمرهم تأديبُهم وتربيتهم، أو على القيِّم والخادم أن يطردَهم .اهـ

قلت: وهذه المسألة داخلة في حُسْن تربية الأطفال وإعانتهم على الخير .