جواز
الدعاء بطول العمر
عن أبي عَبْدِ
اللهِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: أَرَانِي عَبْدُ اللهِ بْنُ
بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعْتُ إِصْبُعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَضَعَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبُعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ
قَالَ: «لَتَبْلُغَنَّ قَرْنًا».
قَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ-أي الحضرمي-: وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ. أخرجه أحمد (29/235).
[هذا حديث حسن /الصحيح
المسند مما ليس في الصحيحين (برقم 553)].
----------------
قلت: وأخرجه الحاكم
في «المستدرك» (2/599) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: وَضَعَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، فَقَالَ: «هَذَا
الْغُلَامُ يَعِيشُ قَرْنًا» قَالَ: فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ.
و(الشامة) عَلامَة
فِي الْبدن يُخَالف لَوْنُهَا لون سائره. «المعجم الوسيط».
في هذا الحديث من
الفوائد:
- جواز الدعاء بطول العمر.
والأولى ترك الدعاء بطول العمر لما رواه مسلم (2663) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي
مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ، وَأَرْزَاقٍ
مَقْسُومَةٍ، لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يُؤَخِّرُ
مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ
عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ لَكَانَ خَيْرًا لَكِ».
وَكَانَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يُدْعَى لَهُ بِطُولِ الْعُمُرِ،
وَيَقُولُ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. المرجع/ «شرح العقيدة الطحاوية»
(2/131) لابن أبي العز.
- وفيه دليل أن القرن مائة سنة.
وكان والدي الشيخ
مقبل رحمه الله يستدل بحديث عبدالله بن بسر على أن القرن مائة سنة.