الدعاء تتنوع إجابته
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ،
وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا
أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ،
وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا» قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ،
قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ». رواه الإمام
أحمد (17/213).
[هذا حديث صحيح / الصحيح المسند (412)].
-------------------
في هذا الحديث من الفوائد:
- الحث على الدعاء والإكثار منه.
- أن الدعاء من الأسباب في جلب الخير ودفع الضر.
- أن استجابة الدعاء قد تكونُ بغير المطلوب، والله أعلم بمصالح عباده.
قال الحافظ في «فتح الباري» أول شرح كتاب الدعوات (11/115): كُلُّ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ ،لَكِنْ تَتَنَوَّعُ الْإِجَابَةُ ،فَتَارَةً تَقَعُ بِعَيْنِ مَا دَعَا بِهِ وَتَارَةً
بِعِوَضِهِ. اهـ.
فالعبد يدعو ويعلِّق قلبه بربه طمعًا ورجاءً في ثوابه وخوفًا من عقابه.
- سعة فضلِ الله وجوده وإحسانه.
- أن الدعاء قد يكون فيه اعتداء، وقد قال سبحانه: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾[البقرة:190].
- أن إجابة الدعاء قد يتخلَّف إذا كان في حرام أو قطيعة رحم.