جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 8 يناير 2017

(21) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)




اختصارُ درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم/29)



*قدومُ وفدِ ثقيفٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان السنة التاسعة.
 وقد سبقَ في غزوة حنين السنة الثامنة لمَّا انهزم المشركون هرب بعضُهم إلى أوطاس ،وبعضهم إلى نخلة ،وبعضهم إلى الطائف، فلحق صلى الله عليه وسلم الذين هربوا إلى الطائف وهم ثقيف وتحصَّنوا في الحِصْن، فمكث أربعين ليلة ولم ينل منهم كبير شيءٍ، فرجع صلى الله عليه وسلم .
فأَدْرَكَ عروةُ بن مسعود الثقفي سيدُ ثقيفٍ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ، وأسلم وحسن إسلامه، ثم استأذن في الرجوع إلى قومه ثقيف يدعوهم إلى الله ويعلمهم فقتلوه فبعد ذلك ندموا وكان هذا سبب إسلامهم ،وأيضًا شعروا بقوة الإسلام. ثم بعد غزوة تبوك في السنة التاسعة أقبلوا  إليه عليه السلام وأسلموا.
*وقد جاء أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا». والحديث في سنن الترمذي (3942) إسناده ضعيف فيه أبو الزبير مدلس وقد عنعن.
وجاء في فضلهم حديث صحيح أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال « لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ أَوْ أَنْصَارِيٍّ أَوْ ثَقَفِيٍّ أَوْ دَوْسِيٍّ» رواه الترمذي (3945) عن أَبِي هُرَيْرَةَ.
*أنزل عليه الصلاة والسلام الوفد في المسجد وضرب لهم فيه قبة ،وقد كان مسجده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكان استقبال الضيوف والوفود، ومكان التعليم والدعوة إِلى الله.
*جاء أنه اشترط وفد ثقيف أن يبقى عندهم طاغيتُهم اللات، وأن يخفف عنهم بعض الصلوات فلم يجبهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسألوا أن لا يهدموا بأيديهم طاغيتهم اللات، فأجابهم إليه.
والقصة في «الطبقات» لابن سعد بنحوها، وفي السند شيخ ابن سعد وهو مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الواقدي متروك، وفيه مبهم.
*وجعلَ صلى الله عليه وسلم إمامَهُم عثمانَ بن أبي العاص وهو أصغرُهُم سنًّا، وأمره أن يكونَ إمامًا لهم وأن يتَّخذَ مؤذِّنًا لا يأخذُ على أذانِه أجرًا، وأن يقتديَ بأضعَفِهم .
*كان في وقتِ حصار ثقيفٍ بالطائف سنة ثمان، تسوَّر أبُو بكرة نُفَيْع بن الحارث رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى أعلى الحِصن هُو وبعضُ عبيد ثقيف، ثم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقهم، فلما أسلم ثقيف سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يردَّ أبا بكرة إليهم فأبى ،وقال:«هُوَ طَلِيقُ اللهِ وَطَلِيقُ رَسُولِهِ »،وهذا دليل على أن العبد إذا هرب من دار الحرب قبل سيده فهو حُرٌّ.