الإيمانُ بخروج الدجال في آخر الزمان
أعاذنا
الله من فتنته
من عقيدتِنا أهل السنة خروج الدجال الأكبر في آخر الزمان.
روى البخاري(1881)،ومسلم (2943)عن أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا
مَكَّةَ، وَالمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ، إِلَّا عَلَيْهِ
المَلاَئِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا
ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ».
وروى البخاري (3057)عن ابْنِ عُمَرَ
قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى
اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: «إِنِّي
أُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ
أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ
يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ
لَيْسَ بِأَعْوَرَ».
وروى البخاري (7122)من طريق قَيْسٍ
وهو ابن أبي حازم، قَالَ: قَالَ لِي المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ مَا سَأَلَ أَحَدٌ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مَا
سَأَلْتُهُ، وَإِنَّهُ قَالَ لِي: «مَا يَضُرُّكَ مِنْهُ» ، قُلْتُ: لِأَنَّهُمْ
يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ جَبَلَ خُبْزٍ، وَنَهَرَ مَاءٍ، قَالَ: «هُوَ أَهْوَنُ
عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ».
قال السفاريني رحمه الله في «لوامع الأنوار
البهية»(2/106): مِمَّا
يَنْبَغِي لِكُلِّ عَالِمٍ أَنْ يَبُثَّ أَحَادِيثَ الدَّجَّالِ بَيْنَ الْأَوْلَادِ
وَالنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَاجَةَ: سَمِعْتُ الطَّنَافِسِيَّ
يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُحَارِبِيَّ يَقُولُ: يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ هَذَا
الْحَدِيثُ - يَعْنِي حَدِيثَ الدَّجَّالِ - إِلَى الْمُؤَدِّبِ حَتَّى
يُعَلِّمَهُ الصِّبْيَانَ فِي الْكُتَّابِ.اهـ (**)
وأحاديث خروج الدجال متواترة .قال الكتاني في «نظم
المتناثر من الحديث المتواتر»(228):ذكر غيرُ واحدٍ أنها واردةٌ من طرق
كثيرةٍ صحيحة عن جماعة كثيرة من الصحابة، وفي «التوضيح» للشوكاني منها مائة حديث،
وهي في الصحاح، والمعاجم ،والمسانيد، والتواترُ يحصل بدونها ،فكيف بمجموعها
.اهـ
وقد نقل محمد رشيد عن شيخه محمد عبده عدم
الإيمان بخروج الدجال ولم يتعقبْه .قال في «تفسير المنار»(3/261): إِنَّ
الدَّجَّالَ رَمْزٌ لِلْخُرَافَاتِ وَالدَّجَلِ وَالْقَبَائِحَ الَّتِي تَزُولُ
بِتَقْرِيرِ الشَّرِيعَةِ عَلَى وَجْهِهَا وَالْأَخْذِ بِأَسْرَارِهَا وَحِكَمِهَا..اهـ
ويراجع للاستفادة /«الرد على من كذب بالأحاديث
الصحيحة الواردة في المهدي»،وهو ضمن «كتب ورسائل الشيخ العباد»حفظه الله (7/555)ففيه ذكر طوام لمحمد رشيد في إنكار بعض المغيبات كخروج الدجال ،والمهدي
في آخر الزمان،ونزول عيسى بن مريم حيًّا.
و«ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر»لوالدي رحمه الله.
(**)الأثر رواه ابن ماجة (تحت رقم 4077 ) سَمِعْتُ
أَبَا الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ
الْمُحَارِبِيَّ .. وهذا
أثرٌ صحيح.أبوالحسن الطنافسي علي بن محمد بن إسحاق ترجمتُه في «تهذيب الكمال»(21/120)، وهو ثقة عابد.