جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 12 ديسمبر 2016

(33) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة


                                     
                                     التجمُّل للخَاطب


عن سُبَيْعَةَ بِنْتِ الحَارِثِ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ ابْنِ خَوْلَةَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ وَهِيَ حَامِلٌ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا، تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَقَالَ لَهَا: مَا لِي أَرَاكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ، تُرَجِّينَ النِّكَاحَ؟ فَإِنَّكِ وَاللَّهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، قَالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا قَالَ لِي ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ «فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي، وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي».رواه  مسلم (1484) ،وأخرجه البخاري معلقًا(3991) .


دلَّ هذا الحديث أنه لا بأس بالتجمُّل للخاطب ،وهذا كالكُحل والخضاب لليدين وبما لا يصل إلى حدِّ التلبيس والغشِّ والتغرير  وقد جاء في الحديث «من غشنا فليس منا» .

وهناكَ امرأةٌ كانت تريدُ الزواج فاستفتت والدي رحمه الله عن استعمال المكياج فقال :لا تستعملْه .

وألحَّتِ امرأةٌ أخرى في استعماله وقالت: ياشيخ والله لو رآني على حالي قد يهرُبُ إلى الباب ؟

فرخَّص لها بشيء يسير .


وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «فتاوى نور على الدرب» :يجب أن تخرج المرأة إلى الخاطب على وجهٍ معتاد. أي: لا تخرج متجملة بالثياب ولا محسنة وجهها بأنواع المحاسن ،وذلك لأنها لم تكن إلى الآن زوجة له.

 ثم إنها إذا أتت إليه على وجهٍ متجمل لابسةً أحسنَ ثيابها فإن الإنسان قد يقدُم على نكاحها نظرًا لأنها بهرتْه في أول مرة، ثم إذا رجعنا إلى الحقائق فيما بعد وجدنا أن الأمر على خلاف ما واجهها به أول مرة.اهـ

وكم من رجُلٍ اغترَّ بزينتها فتزوج بها ،وبعد الدخول  رآها على صورةٍ أُخرى، فيقعُ في قلبه  مما قد يجرُّ إلى الطلاق ،وإلى مشاكلَ عويصةٍ.

وعلى المرأة أن تؤمن بما كتبَ اللهُ لها ،ولا يبلغُ العبدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ .

فلا تقعي في الكذِبِ والغشِّ ،وقد يجعلُ الله لكِ البركة بسبب الصدق (إنْ تصدُقِ اللهَ يصدُقْكَ) .