جديد الرسائل

السبت، 17 ديسمبر 2016

(19) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)






اختصارُ درسِ السابع والعشرين من (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم)

*غزوة حنين: كانت في شوال عقب فتح مكة. ويقال لها: غزوة هوازن، وغزوة أوطاس. غزوة هوازن: باعتبار القبيلة التي قاتلَت، وغزوة حنين وأوطاس: باعتبار المحل.



*سبب الغزوة: بلغ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تجمُّعُ هوازن وبعض القبائل لقتالهم جمعَها مالكُ بن عوف النصري، وأمر مالكٌ بأخذ الذراري والأنعام ليكون أثبت لبقائهم وعدم انهزامهم، فلما تحقَّق هذا دُريد بن الصِّمة شيخ بني جشم، أنكر ذلك على مالك بن عوف وعابَه وشنَّع عليه، وحرضهم على ألَّا يقاتلوا إلا في بلادهم، فأبوا عليه ذلك واتبعوا رأيَ مالك بن عوف، وقد كان دريدٌ شجاعًا في شبابه وله قوة رأي فأخذوه معهم (تيمنًا برأيه) ،وقد قُتل على كفره في غزوة أوطاس. أما مالك بن عوف فجاء أنه أسلم بعد ذلك.



* خرج صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حنين ومعه من المسلمين اثنا عشر ألفًا، عشرة آلاف الذين شهدوا فتح مكة، وألفان من طُلَقاء مكة.



*بعث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله بن أبي حدرد يستعلم له خبرَ القوم، واستخلف على مكة عتاب بن أسيد، واستعار من صفوان بن أمية أدراعًا وكان كافرًا.



*وفي أثناء مسيره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ على شجرة يعظِّمها المشركون يقال لها ذات أنواط، فقال بعض جُهَّال الأعراب: اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال: «قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة، لتركبُن سننَ من كان قبلكم».



*ثم نهض صلى الله عليه وسلم فوافى حنينًا، وقد كمنت لهم هوازن فيه، وكان هذا سبب غلبة المشركين في أول الأمر، أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا في غِرَّة ،فحمل  إليهم المشركون حملةً واحدة  ،ففرَّ بعضُ الصحابة، وأيضًا عُجْبُ بعضِهم بالكثرة، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ [التوبة:25].



*وقد ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لشجاعته، ولم يفرَّ معه من أصحابه قريب من مائة، ومنهم من قال: ثمانون. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ راكبًا بغلة يركضها إلى وجه العدو، والعباس آخذ بحكَمتها يكفُّها عن التقدم، وهو صلى الله عليه وسلم ينوِّه باسمه يقول: (أنا النبي لا كذب.. أنا ابن عبد المطلب).



* ولما هُزم المشركون انحاز طوائف من هوازن إلى أوطاس ،وانحاز طوائف إلى الطائف ،فذهب بنفسه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليها ،وانحاز طوائف إلى نخلة. فأما أوطاس فبعث إليها بعثًا وأمَّر عليهم أبا عامر وهو عُبيد ،ومعه ابن أخيه أبو موسى الأشعري.



*عدد الذين قتلوا في الغزوة: من المسلمين أربعة وهم أبو عامر، وأيمن بن أم أيمن، ويزيد بن زمعة، وسراقة بن الحارث من الأنصار رضي الله عنهم. وأما المشركون فقُتل منهم خلق كثير نحو الأربعين.



*وفي هذه الغزوة قال صلى الله عليه وسلم: «من قتل قتيلًا فله سلبه» في قصة أبي قتادة رضي الله عنه). السلب: ما يكون مع القتيل قد يكون أشياء ثمينة من الذهب والفضة ،وقد يكون من الأسلحة و الأمتعة وغير ذلك.





* من فوائد غزوة حنين:

- جواز بعث الجواسيس إلى الكفار.



- استعارة السلاح ونحوه من المشركين.



- ضرر العجب.



- أنَّ النصر من عند الله ليس بكثرة العَدَدِ ولا بالعُدَد. قال تعالى:﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.



- شجاعة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.



- تعليم العقيدة في السفر.



- جواز قول (أنا ابن فلان) إذا كان بغير فخر ولا كِبْر ،وللحاجة.



- إثبات بعض المعجزات للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ومنها: رمي قبضة من الحصباء فبلغتهم كلَّهم مع تباعدهم وتفرُّقِهم فولَّوا منهزمين. وإخباره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بانهزامهم ،وقوله: «تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ»،وقد جاءوا بنسائهم وإبلهم ونَعَمهم وكانت غنيمةً للمسلمين إلا أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منَّ على هوازن وردَّ عليهم ذراريَهم بعد ذلك.



- إكرام الله أبا عامر والنفر الذين معه بالشهادة في هذه الغزوة.



- خروج الإمام إلى عدوه ولا ينتظر مجيئَه إذا رأى فيه مصلحة.



- وفي قصة أبي قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دليل على استحقاق القاتل لسَلَب القتيل .