المرأة تضع ثيابها خارج بيتها
روى أَبُو
المَلِيحِ الهُذَلِيُّ، أَنَّ نِسَاءً مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، أَوْ مِنْ أَهْلِ
الشَّامِ دَخَلْنَ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: أَنْتُنَّ اللَّاتِي يَدْخُلْنَ
نِسَاؤُكُنَّ الحَمَّامَاتِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ
زَوْجِهَا إِلَّا هَتَكَتِ السِّتْرَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا» .رواه الترمذي
(2803)،والحديث صحيح .
سألت
والدي رحمه الله عن معنى هذا الحديث فقال:المراد إذا خلعت المرأة ثيابها في غير بيتها للتبرُّج.
وقال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «فتاوى نور على الدرب»: هذا إن صح ، فالمراد أن
المرأة تضع ثيابها في حال يخشى أن يطلع عليها من لا يحل له الاطلاع عليها.اهـ
استفدنا
من الحديث:
-حث المرأة
على التستُّر ،واجتناب التكشُّف عند الأجانب .
فلا مانع من خلع المرأة ثيابها في بيت أبيها أو أقاربها أو جيرانها وبين النساء إذا كانت مستورَةً ، آمنة على نفسها من التكشُّف عند الرجال الأجانب.
قال صاحب «عون المعبود» (11/32) :وَمَعْنَى
الْهَتْكِ خَرْقُ السِّتْرِ عَمَّا وَرَاءَهُ (مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ)
تَعَالَى ،لِأَنَّهَا مَأْمُورَةٌ بِالتَّسَتُّرِ وَالتَّحَفُّظِ مِنْ أَنْ
يَرَاهَا أَجْنَبِيٌّ ،حَتَّى لَا يَنْبَغِي لَهُنَّ أَنْ يَكْشِفْنَ
عَوْرَتَهُنَّ فِي الْخَلْوَةِ أَيْضًا إِلَّا عِنْدَ أَزْوَاجِهِنَّ، فَإِذَا
كُشِفَتْ أَعْضَاؤُهَا فِي الْحَمَّامِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ فَقَدْ هَتَكَتِ
السِّتْرَ الَّذِي أَمَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ .اهـ
فاحفظي
هذا الدليل ،وسلي اللهَ السترَ في الدنيا والآخرة.
