من بركات
شهر رمضان وفضائله
لقد شرع
الله صيام رمضان رحمة بعباده وليكون عونًا لهم على تقوى الله .
قال الله
عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183].
تقوى
الله التي من تحققت فيه كان من أهل السعادة ومن أهل جنة الخلد.
ولست أرى السعادة جمع مالٍ *************وإنما التقي هو
السعيد.
نزول
القرآن في شهر رمضان
قال
سبحانه: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة:185]. وهذا من بركات شهر رمضان.
من
مكفرات الذنوب
أخرج البخاري (38)، ومسلم (760) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ».
فصوم شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا من مكفرات
الذنوب.
وفي
«صحيح مسلم» (233)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى
الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا
اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ». فشهر رمضان شهر التوبة والمغفرة.
ومن لم يوفَّق للتوبة ولمغفرة ذنوبه في شهر
رمضان فقد خسر خسرانًا مبينًا؛ لأن شهر رمضان موسم من مواسم الخير ،ولهذا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ
عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ
قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ
الكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنَّةَ». أخرجه الترمذي (3545) من حديثِ أَبِي
هُرَيْرَةَ, وهو في «الصحيح المسند» (2/104) لوالدي رَحِمَهُ اللَّهُ.
وهذه منَّة
كبرى ،وفضيلة عظمى ،ورحمة من الله أن جعل لهم مواسم للخير تقرِّبهم من ربهم
،وتباعدُهم عن الغفلة وطرق الشر والفساد.
صيام شهر
رمضان من أسباب دخول الجنة
أخرج الترمذي (616) من حديث أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي
حَجَّةِ الوَدَاعِ فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ،
وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا
أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ». وهو في «الصحيح المسند» (1/257) لوالدي
رَحِمَهُ اللَّهُ.
صيام شهر
رمضان مع صيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر
روى الإمام أحمد في «مسنده» (7577) عن أبي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ،
صَوْمُ الدَّهْرِ». والحديث في «الصحيح المسند» (1/125) لوالدي رَحِمَهُ اللَّهُ.
فاحرص يا
من تريد لنفسك الخير على أن تكون من الفائزين بهذا الشهر المبارك فإن أيامه قليلة
،معدودة يسيرة ،تنتهي في طرفة عين ،ولهذا ربنا سبحانه يُذَكِّر عباده بذلك فيقول{
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ }.
ولا
تتوانى أوتتكاسل ،أو يلهيك بهجةُ الدنيا وزخرفُها فأنت قادم على رب العالمين
وسائلك عن عملك ووقتك وأيامك التي عشتَها في الحياة الأولى دار الغرور فلا تكونن
من الخاسرين.