جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 6 يونيو 2016

(4)مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ


                                        من أدعية طريق السعادة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ،

 وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ».

رواه البخاري (6616)ومسلم (2707).

وفي رواية لسفيان يقول :أنا زدت واحدة منهن .
----------
في هذا الحديث الاستعاذة من أربع خصال

1-جهد البلاء.
وهذا عام في جميع الأمور الشاقة  كالمرض وتسلط الأعداء والابتلاء  وعقوق الولد والفقر.

 2- دَرَك الشَّقَاءِ.
 والشقاء هو الشقاوة ضد السعادة .
فالداعي يتضمن دعاؤه تيسير طريق السعادة وطريق الجنة.
واجتناب طريق الشقاوة وطريق النار.
قال الشوكاني رحمه الله في «تحفة الذاكرين» (ص:446): الدَّرك رُوِيَ بِفَتْح الْمُهْملَة وإسكانها فبالفتح الِاسْم وبالإسكان الْمصدر .
وَهُوَ شدَّة الْمَشَقَّة فِي أُمُور الدُّنْيَا وضيقها عَلَيْهِ وَحُصُول الضَّرَر الْبَالِغ فِي بدنه أَو أَهله أَو مَاله .
وَقد يكون بِاعْتِبَار الْأُمُور الأخروية وَذَلِكَ بِمَا يحصل عَلَيْهِ من التبعة والعقوبة بِسَبَب مَا اكْتَسبهُ من الْوزر واقترفه من الْإِثْم استعاذ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذَلِك لِأَنَّهُ النِّهَايَة فِي الْبلَاء والغاية فِي المحنة وَقد لَا يصبر من امتحنه الله بِهِ فَيجمع بَين التَّعَب عَاجلا والعقوبة آجلا .

3-سُوء القَضَاءِ .
وسوء القضاء  يَدْخُلُ فِيه سُوءُ الْقَضَاءِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْبَدَنِ وَالْمَالِ وَالْأَهْلِ .
وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْخَاتِمَةِ «شرح صحيح مسلم»(17/13).
وقال الشوكاني رحمه الله في «تحفة الذاكرين» (ص:446): هُوَ مَا يسوء الْإِنْسَان ويحزنه من الْأَقْضِيَة الْمقدرَة عَلَيْهِ .
وَذَلِكَ أَعم من أَن يكون فِي دينه أَو فِي دُنْيَاهُ أَو فِي نَفسه أَو فِي أَهله أَو فِي مَاله .
وَفِي الِاسْتِعَاذَة مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذَلِك مَا يدل على أَنه لَا يُخَالف الرِّضَا بِالْقضَاءِ فَإِن الِاسْتِعَاذَة من سوء الْقَضَاء هِيَ من قَضَاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَقدره وَلِهَذَا شرعها لِعِبَادِهِ وَمن هَذَا مَا ورد فِي قنوت الْوتر السَّابِق بِلَفْظ (وقني شَرّ مَا قضيت).اهـ.

4-شَمَاتَة الأَعْدَاءِ

 شَمَاتَةُ الْأَعْدَاءِ : الشَّمَاتَةُ: فرَحُ العَدُوِّ بِبَلِيَّة تَنْزل بِمَنْ يُعاَديه. «النهاية».
وقد قال نبي الله هارون عليه الصلاة والسلام:{ فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ }.

كُلُّ الْمَصَائِبِ قَدْ تَمُرُّ عَلَى الْفَتَى******* فَتَهُونُ غَيْرَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ

ويقول بعضهم

وتجلُّدي للشامتين أريهمُ ******أني لريبِ الدهر لا أتزعزعُ

ولنعلم أن الشماتة بالمسلم محرمة أن يفرح بما أصابه  من مرضٍ أو موت لبعض 

محبيه  أوحادث أو مصيبة.

وما أحسن ما قال الشاعر
إِذَا مَا الدَّهْرُ جَرَّ عَلَى أُنَاسٍ ... كَلَاكِلَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا

فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا ... سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِيَنَا

وينسب للشافعي رحمه الله

تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ وَإِنْ أَمُتْ ... فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بِأَوْحَدِ

فَقُلْ لِلَّذِي يَبْغِي خِلَافَ الَّذِي مَضَى ... تَهَيَّأْ لِأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَنْ قَدِ


فالأقدار تمر على الجميع ،فما أتى على غيرك يأتي عليك أيها الإنسان الشامت.