جديد الرسائل

الاثنين، 20 يونيو 2016

(5)مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ

                          
                                                دعاء الخروج من المنزل


عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها،أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّه ،اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ».
رواه أبوداود (5094)،والترمذي(3427)،والنسائي (5486)،وابن ماجة (3884).
هذا الدعاء يقال عند الخروج من المنزل .
 (أَنْ أَضِلَّ)أي أضلَّ عن الحق ،أو أُضِلَّ غيري .
(أَوْ أُضَلَّ)أي يضلني أحد.
والضلال ضدُّ الهدى.
(أَوْ أَزِلَّ)قال القاري في «مرقاة المفاتيح» (4/ 1694):مِنَ الزَّلَّةِ، وَهِيَ ذَنْبٌ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ تَشْبِيهًا بِزَلَّةِ الرِّجْلِ.
ثم قال : قَالَ الطِّيبِيُّ: الزَّلَّةُ السَّيِّئَةُ بِلَا قَصْدٍ، اسْتَعَاذَ مِنْ أَنْ يَصْدُرَ عَنْهُ ذَنْبٌ بِغَيْرِ قَصْدٍ أَوْ قَصْدٍ، وَمِنْ أَنْ يَظْلِمَ النَّاسَ فِي الْمُعَامَلَاتِ، أَوْ يُؤْذِيَهُمْ فِي الْمُخَالَطَاتِ، أَوْ يَجْهَلَ أَيْ: يَفْعَلَ بِالنَّاسِ فِعْلَ الْجُهَّالِ مِنَ الْإِيذَاءِ.
(أَوْأَظْلِمَ،أَوْأُظْلَمَ)قال ابن رجب في«شرح حديث لبيك اللهم لبيك» (ص:102): فَمن سلم من ظلم غَيره وَسلم النَّاس من ظُلمه فقد عوفي وعُوفي النَّاس مِنْهُ ،وَكَانَ بعض السّلف يَدْعُو اللَّهُمَّ سلمني وَسلم مني.اهـ.
والظلم حرام قليله وكثيره .
وظلم الناس أنواع. قال ابن رجب في «شرح حديث لبيك اللهم لبيك» (ص:106) :
الظُّلم الْمحرم تَارَة يكون فِي النُّفُوس وأشده فِي الدِّمَاء وَتارَة فِي الْأَمْوَال وَتارَة فِي الْأَعْرَاض وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خطبَته فِي حجَّة الْوَدَاع إِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ عَلَيْكُم حرَام كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا فِي شهركم هَذَا فِي بلدكم هَذَا.اهـ.
والظلم ظلمات يوم القيامة ،والجزاء من جنس العمل فاحذر أيها الظالم
وما من يدٍ إلا يدُ الله فوقها...وما من ظالم إلا سيُبلى بظالم
واشتمل دعاء الخروج على ذكرالله عزوجل، والتسمية عند الخروج ،والاستعانة بالله وحده ،والالتجاء إليه ،والتوكل عليه سبحانه { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.

والاستعاذة من هذه الصفات والاعتصام بالله من طريق الغَيِّ والضلال ومن شر كلِّ ذي شر.