جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 27 يونيو 2016

(21)مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ


       الاهتمام بالقرآن الكريم وخاصة في العشر الأواخر من رمضان

كان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القرآن في رمضان كلَّ سنة.روى البخاري (4997)عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».
وعند مسلم(2308): وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ ..
القرآن حصن حصين لمن عمل به من الضلال  والزيغ .
القرآن أصل السعادة والفوز ليس السعادة  الحصول على شهادة أو راتب أو وظيفة لأن هذه أمور زائلة فانية  { وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}.
القرآن رحمة قال تعالى :{ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }. وقال سبحانه:{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }.وقال سبحانه: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }.
القرآن هدى قال تعالى {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}. وقال سبحانه{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِين }.
فلا هداية إلى طريق الخير والرشاد إلا عن طريق القرآن .
القرآن علاج لأمراضنا  قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} .سمى ربنا القرآن  موعظة ،وشفاء ، وهدى ،ورحمة .
موعظة .قال الراغب في مفردات القرآن : الوَعْظُ: زجر مقترن بتخويف. قال الخليل  هو التّذكير بالخير فيما يرقّ له القلب، والعِظَةُ والمَوْعِظَةُ: الاسم.
فالقرآن موعظة في الأخلاق يحث على المكارم ، موعظة في التحذير من الشرك ،موعظة في المسابقة إلى الخير ،في بر الوالدين ، موعظة في الأدب مع الزوج، في تربية الأولاد ،موعظة في التحذير من الكذب ،موعظة في التحذير من جلساء السوء ،موعظة  في الصبر  ، في الإيمان بالقدر ،في العدل والإنصاف إلى غير ذلك.
وشفاء أي  علاج لأمراض قلوبنا ولأبداننا ،ولقد تفشَّى أمراض القلوب من غلٍّ وحقد وشحناء ونفاق وطمع الدنيا وغير ذلك
 بسبب البعد عن القرآن .

القرآن  مبارك  قال تعالى :{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } .وقال سبحانه {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} .
وتنال بركته بتلاوته والعمل به .

القرآن أفضل الكتب وأحسن الحديث قال تعالى { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى(17/11): فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ أَحْسَنُ مِنْ سَائِرِ الْأَحَادِيثِ الْمُنَزَّلَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَغَيْرِ الْمُنَزَّلَةِ.اهـ.
وليكن همُّ القارئ الانتفاع  ووجدان حلاوة التلاوة .
قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد (149):أطلب قَلْبك فِي ثَلَاثَة مَوَاطِن ،عِنْد سَماع الْقُرْآن ،وَفِي مجَالِس الذّكر، وَفِي
أَوْقَات الْخلْوَة .فَإِن لم تَجدهُ فِي هَذِه المواطن فسل الله أَن يمُن عَلَيْك بقلب فَإِنَّهُ لَا قلب لَك .اهـ.

ومن أكثر من تلاوة القرآن مع الإخلاص والعمل به ازداد بصيرة ونورا وتفجرت من قلبه ينابيع العلم والحكمة بإذن الله .
نسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدرنا وجلاء همنا وغمِّنا .
وهذه الأيام الباقية ينبغي المجاهدة فيها والاهتمام بالقرآن ،فلا يمر الشهر قبل ختم المصحف  مرة أو أكثر مع التدبر
 والخشوع  والاتعاظ وهي فرصة لا تعوَّض .
ولا يدري الانسان هل يدرك رمضان غير هذا أم لا، وكم من أُناس كانوا بين أهليهم وأولادهم وأصحابهم في العام الماضي

وفي هذا العام قد أفضى إلى ما قدَّم ،وصار في بطن الأرض وحفرة القبر وحيدًا ليس معه إلا ما قدَّم.