جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 25 يونيو 2016

(18)مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

                            ليلة القدر
ليلة القدر أفضل الليالي وأجلُّها  
أنزل الله فيها القرآن الكريم قال تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
ووصفها سبحانه بأنها ليلة مباركة قال تعالى:{ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3).
العبادة في ليلة القدر خير من ألف شهر قال تعالى:{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }. قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (7/572) : أَلْفُ شَهْرٍ :عِبَارَةٌ عَنْ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ.اهـ.
وكفى بذلك فضلًا وشرفًا.

وروى البخاري(1901) ومسلم (760) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».

إيمانًا أي تصديقًا بفضلها ،واحتسابًا للأجر من الله لا رياء ولا سمعة ولا غير ذلك مما ينافي الإخلاص.

«غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »وهذه بشارة عظيمة بمغفرة الذنوب وكفارتها  لمن قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا .

وفيها تقدَّر الأمور قال تعالى{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)}.
 وقد قيل :سميت ليلة القدر لِأَنَّهُ يُقَدَّرُ فِيهَا مَا يَكُونُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِنْ خَيْرٍ وَمُصِيبَةٍ، وَرِزْقٍ وَبَرَكَةٍ. «المغني» (2143).
والمراد التقدير الحولي،وهذا تقدير خاص بما يكون في السَّنة.
وقيل سميت ليلة القدر:لعِظَمِ قدرها وشرفها.

ليلة القدر مختلف في تعيينها والذي عليه معظم العلماء أنها ليلة سبعٍ وعشرين كما في «تفسير القرطبي» (20/134).
وقد تكون في غير سبع وعشرين قال البخاري في «صحيحه» تبويب حديث(2017): بَابُ تَحَرِّي لَيْلَةِ القَدْرِ فِي الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ ثم ذكر حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ».
قال العلماء: الحكمة من إخفاء ليلتها ليجتهد المسلم في العبادة ويطلبها في جَمِيعِ مَحَالِّ رَجَائِهَا .

فجدير بنا أن نتحرَّى ليلة القدر،وأن نحيي العشر الأواخر كلها بالعبادة والتوبة والمسارعة إلى رضا ربنا سبحانه ،وإلى جنة عرضها السماوات والأرض لنفوز بليلة القدر وبالأجور والخير.

وليلة القدر باقية لم تُرفَع بإجماع العلماء .

والمحروم من فرَّط في هذه الليلة المباركة.

وأشدُّ  حرمانًا وأعظم مصيبة وحسرة مَن أنكر ليلة القدر من أصلها،وقال إنها لا توجد أصلًا .
قال الحافظ ابن كثير في «تفسير سورة القدر» في قوله:«فَرُفِعَتْ» أَيْ رُفِعَ عِلْمُ تعيينها لَكُمْ لَا أَنَّهَا رُفِعَتْ بِالْكُلِّيَّةِ مِنَ الْوُجُودِ كَمَا يَقُولُهُ جَهَلَةُ الشِّيعَةِ لِأَنَّهُ قَدْ قَالَ بَعْدَ هَذَا: «فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ».اهـ.

ويراجع:«المجموع شرح المهذب» (6/458) ففيه أن الروافض يقولون :رُفعت ليلة القدر .

كما أن صلاة التراويح عند الشيعة منكرة
قال القحطاني في «نونيته» (25)
إن التراوح راحة في ليلة ... ونشاط كل عويجز كسلان
والله ما جعل التراوح منكرا ... إلا المجوس وشيعة الصلبان

قال السرخسي في «المبسوط » (2/143): وَالْأُمَّةُ أَجْمَعَتْ عَلَى شَرْعِيَّتِهَا وَجَوَازِهَا وَلَمْ يُنْكِرْهَا 

أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إلَّا الرَّوَافِضُ لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهِمْ .اهـ.

ولا غرابة في ذلك فبين الشيعة وبين طريق الخير حجاب .


والله يختصُّ برحمته من يشاء والله ذوالفضل العظيم .