جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 24 يونيو 2016

(17)مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

            
           الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ». رواه البخاري (2024)،ومسلم (1174)واللفظ له .
وروى مسلم (1175)عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ».
يستفاد مما تقدم فضل العشر الأخيرة من رمضان لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يجتهد في العبادة فيها أكثر من غيرها .
(أَحْيَا اللَّيْلَ) ظاهره أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يحيي ليالي العشرالأخيرة كلها بالعبادة من تلاوة قرآن وذكرٍ لله وصلاة وغير ذلك من أنواع العبادة .
أما حديث عائشة عند مسلم (746)وفيه: وَلَا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ .
فهذا ينفي إحياء الليل كله بالصلاة ، أو أن المراد  لا يقوم  الليل إلى الصبح  إلا في العشر الأخيرة من رمضان .
(وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ):فيه تأكيد حث الأهل في  العشر الأخيرة على الطاعة والقيام والاجتهاد.
وفي «سنن أبي داود» (1375)عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّادِسَةُ لَمْ يَقُمْ بِنَا، فَلَمَّا كَانَتِ الْخَامِسَةُ قَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا قِيَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَالَ: فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الرَّابِعَةُ لَمْ يَقُمْ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ جَمَعَ أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ وَالنَّاسَ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِقِيَّةَ الشَّهْرِ.
والحديث صحيح في «الصحيح المسند» (270) لوالدي رحمه الله .

وقوله (فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ)أي ليلة سبعٍ وعشرين وهذا يفيد حث الأهل على الاجتهاد في أوتار العشر الأخيرة ،وأن أرجى ما تكون ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين.

(وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ)كناية عن اعتزال النساء ،والتفرُّغ للعبادة .

ومن اجتهاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الاعتكاف في العشر الأخيرة من هذا الشهر المبارك ،والتفرغ التَّام لعبادة الله وذكره سبحانه  ومناجاته .
روى مسلم (1172) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ» .

فهذه فرصة ثمينة ، وخاتمة عظيمة لهذا الشهر والأعمال بالخواتيم،وهي تحتاج إلى مجاهدة وصبرٍ ومصابرة وما أسرع ما تمضي .

كان يقال قبل أيام أظلنا شهر رمضان ،والآن دَنت العشر الأواخر من رمضان .


فعلينا بالمبادرة والمجاهدة والاستعانة بالله وحده في استغلال هذه الأيام الباقية ولا حول ولا قوة إلا بالله.