جديد الرسائل

الاثنين، 16 مايو 2016

(16)الإجابةُ عن الأسئلة

أريد أسبابًا تعينني على قيام الليل
ج:الأسباب كثيرة ،وقد ذكرالله سبحانه أسبابًا تبعث النشاط وتُعلي الهمم ،ومن هذه الأسباب:
1-الحرص على الخير وعلى الفوز بالجنة فقد قال تعالى في أهل الجنة أنهم كانوا من صفاتهم في الدنيا {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)}
وقال تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}.
وقال سبحانه في وصف عباد الرحمن والثناء عليهم {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)}.
وأخرج ابن ماجة في سننه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ».
2-قيام الليل وقاية من النار.روى البخاري (7028)عن عبدالله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثم ذكر قصة له قال:جَاءَني مَلَكَانِ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، يُقْبِلاَنِ بِي إِلَى جَهَنَّمَ، وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: لَنْ تُرَاعَ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ، لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلاَةَ. فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ، لَهُ قُرُونٌ كَقَرْنِ البِئْرِ، بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلاَسِلِ، رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ، عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ اليَمِينِ.
فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ».
3-قيام الليل شعار الصالحين ودأب المتقين .
4-الحرص على النوم المبكِّر فهذا عون على القيام .
5-الحرص على العمل بالعلم من قيام الليل وغيره،وهذا من أسباب بركة العلم ونمائه .
6-الله عزوجل ينادي في الثلث الليل الأخير هل من سائل فأعطيه سؤله هل من مستغفر فأغفرله هل من داع فأستجيب له .
فأين النائم وأين الغافل من هذا النداء العظيم نداء رب العباد ،فيا لها من حسرة على من يفوته قيام الليل ،ويا لهامن خسارة وحرمان من الخير.
فهنيئا لمن وفِّق لقيام الليل وقت الغفلة والنوم ،إن الله يجزيه الأجر والجنة والسلامة من العذاب ومن كل مكروه،ويرجَى له حسن الخاتمة .

نسأل الله أن يجعلنا من المسابقين إلى قيام الليل ويوفقنا لرضاه.