صفةُ المشيئة لله عزوجل
ما شاء اللهُ كان وما لم يشأ لم يكن
قال سبحانه وتعالى : {قُلْ لِلَّهِ
الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} .
وقال سبحانه : {هُوَ الَّذِي
يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} .
وقال سبحانه : { قُلْ إِنَّ اللَّهَ
يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} .
والمشيئة أحد مراتبِ القَدَر
كما قيل :
عِلْمٌ كتابةُ مولانا مشيئته وخلقٌ وهو إيجادٌ وتكوينُ
ومشيئته سبحانه عامَّةٌ ، لا يخرجُ
شيءٌ عن مشيئة الله كائناً ما كان ،وسواء كان مما يُحبُّه الله كالبِرِّ والطاعة ،
أو يكرهه
كالفجور والمعاصي .
هذا ومن حُسْن الأدب قول (إن شاء الله تعالى)
سواء في الكلام أو في الكتابة فإن الله عز وجل يقول:( وَلَا تَقُولَنَّ
لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ)[الكهف:23،24] .
وأخرج البخاري (3424) ومسلم (1654)عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ:
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ
امْرَأَةً، تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ
لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ، وَلَمْ
تَحْمِلْ شَيْئًا إِلَّا وَاحِدًا، سَاقِطًا
أَحَدُ شِقَّيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ قَالَهَا
لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ " .
علَّق والدي على هذا الحديث وقال: كلمةُ
إن شاء الله كلمة مباركة لا تُذكَرُ في شيء إلا تحقَّقَ غالباً .
وفي إحالات الوالد في بحوثه وكتاباته كان
يقول:إن شاء الله .
وكان إذا نسي وذكَّره أحد أن يقول إن شاء
الله: يقولها ويدعو لمن ذكَّره .
ومرة رأى في يد صبي مُصحفاً فقال :يابُني
هذا مُصحفُكَ؟.
فقال الصبي: إن شاءالله .
فتعجَّب الوالد الشيخ مقبل ورأى أن هذا
ليس موضع إن شاء الله وقال:كيف إن شاءالله.
وكان ينبه رحمه الله على خطأ بعض الناس
في كتابة إن شاءالله يكتبها هكذا (إنشاءالله ).
يقول :إن شاءالله تُكتب إن مفصولة هكذا
(إن شاء الله) .لأنهما كلمتان إن و شاء .