جديد الرسائل

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

الاحتفالُ بالمولدِ النبوي بِدْعَة

تابع سلسلة من مروياتي عن والدي ..


الاحتفالُ بالمولِد النبوي بِدْعَةٌ ما أنزلَ اللهُ به من سلطانٍ  .

 ففي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ» .

ولم يفعلْهُ الصحابةُ -وهم أحرصُ على الخيْرِ مِنَّا- ولا التابعون ولا أصحابُ القرون المُفَضَّلَة  .

وفي صحيح مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي اللهُ عنه ، قَالَ: 

كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، 

وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: 

«صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ» ، وَيَقُولُ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» .

 وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى، وَيَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ 

خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ 

مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» .

وفي سنن الترمذي وغيره عَنْ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله 

عنه ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ 

صَلَاةِ الغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا 

القُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا 

رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ 

عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ 

وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَعَلَيْكم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ 

الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» .

فالاحتفال بالمولد النبوي بدعة والبدعة أضر من المعصية كما 

قال سفيان بنُ سعيدٍ الثوري :الْبِدْعَةُ أَحَبُّ إِلَى إِبْلِيسِ مِنَ

الَمْعَصِيَّةِ  لَأَنَّ الْمَعْصِيَّةَ يُتَابُ مِنْهَا وَالْبِدْعَةَ لَا يُتَابُ مِنْهَا .اهـ

قلت: وقد أنكرَ أهلُ العلم الاحتفالَ بالمولدَ النبوي وعدُّوه تشبُّهاً 

بالنصارى في احتفالهم بمولد عيسى عليه الصلاة والسلام

مع الاختلافِ الحاصل في أي يومٍ وُلِد النبي صلى اللهُ عليه 

وعلى آله وسلم من ربيع الاَوَّل على أقوالٍ كما في كُتُبِ السِيَر .

وتكلَّم على المسألة شيخُ الإسلام في اقتضاء الصراط المُستقيم(2 / 615) وقال :
هذا لم يفعله السلفُ، مع قيام المقتضِي له وعدم المانع منه لو

 كان خيرًا .

 ولو كان هذا خيرًا  محْضا، أو راجحًا لكان السلف رضي الله 

عنهم أحقَّ به منا، فإنهم كانوا أشدَّ محبةً لرسول الله صلى    

الله عليه وسلم وتعظيمًا له مِنا، وهم على الخير أحرص .

قال: وإنما كمالُ محبته وتعظيمه في متابعتِه وطاعتِه واتباعِ 

أمره، وإحياء سنته باطنًا وظاهرًا، ونشر ما بُعث بهوالجهاد 

على ذلك بالقلب واليد واللسان  فإن هذه  طريقة السابقين 

الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان.



قال: وأكثر هؤلاءتجدهم فاترين في  أمر الرسول، عما أُمِروا 

بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يُحلِّي المصحفَ ولا يقرأ فيه، 

أو يقرأ فيه ولا يتبعه وبمنزلة من يزخرف المسجدَ، ولا يصلي

 فيه، أو يصلي فيه قليلًا، وبمنزلة من يتخذ السجاداتالمزخْرفة

 وأمثال هذه الزخارف الظاهرة التي لم تشرع ويصحبها من 

الرياء والكبر، والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها 

 كما جاء في الحديث: «ما ساء عملُ أمَّة قط إلا زخرفوا 

مساجدهم» اهـ المراد .