جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

رحِم اللهُ والدي لقد وقع أهلُ اليمن فيما كان يخشاهُ عليهم


أما بعد: فقد عثرتُ على هذه الورقة الآتية بخط والدي العلامة
 الشيخ مقبل بن هادي رحمه ربي رحمة اﻷبرار.
ولقد تأثرتُ حينما رأيتُها وحزنت على فِراق  ذلكَ العالم الراسخ المخلِص، وﻷنها ذكَّرتني بحال المسلمين اليوم وما هم عليه من 
الضَّعف .
وصدق من قال: العلماء يعرفون الفتنة عند إقبالها، والعامَّة ﻻ يعرفونها إﻻ عند إدبارها.
واﻵن كثير من الناس عرف ضررَ الحزبية والفُرقة والذنوب.
الوالد رحمه الله يحذر من الحزبية ويبين ضررها ويحث كافَّة 
المسلمينعلى جمع الكلمة على كتاب الله وسنة رسول الله
 صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن هذا التفرُّق يضرهم 
ويضعفهم أمام أعدائهم، ولو جاء العدو ما فرَّق بين هذا وذاك قال
 تعالى: { إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ
 بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}.
إن يثقفوكم: أي يتمكنون منكم ﻻ مَكنهم الله
وهذا هو الذي يخطِّط له أعداءُ الله إضعافَ المسلمين وذلَّتَهم وإخمادَهم
وتمزيقَهم وزعزعة أمنِهم وأمانهم.
فيا قرَّة عيونهم ويا شماتتهم بحال المسلمين اليوم، مشرَّدين 
مستضعفينممزَّقين في حال ﻻ يعلمه إﻻ الله .
سببه بدعة الحزبية التي يدعو إليها الشيطان الرجيم وأعوانه وجنوده
وﻻ حول وﻻ قوة إلا بالله العلي العظيم .
فإذا أراد المسلمون ﻷنفسهم العزة والمكنة والكرامة في الدارين عليهم أن
يرجعوا إلى دينهم وأن يستقيموا كما أمر الله تعالى ﴿فاستقم كما أمرت﴾
وأن يتركوا الفُرقة والعداوة فيما بينهم وأن يكونوا صفًا واحدًا ويدًا واحدةً كما أمر الله، ومما يتعلق بهذا أن رجلاً جمع أبناءه ثم جمع بعض العصي وقال: لكل واحد منهم اكسرها، فما استطاعوا ﻷنها مجموعة، ثم أوصاهم وقال لهم كونوا هكذا.
فاﻻعتصام بالدين الإسلامي الحنيف قوة وعزة، وﻻ يجعل
 للعدو مطمعاً
أبداً .
وإن الموفَّق من اتقى الله في نفسه وفي إخوانه وفي بلده وأحسن في عبادة ربه وطاعته، فإن الدنيا مزرعة اﻵخرة واليوم أولى وغدًا أخرى، واليوم حياة وغدًا موت، وما ينفع اﻹنسان إﻻ ما قدَّم { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.
وسيحاسب الله كل من تسبب في ضلال الناس وإضلالهم 
ويحمل وزر كل من تبعه ﻻ ينقص من أوزارهم شيء{ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ }.
ويبدو أن الكتابةَ قديمةٌ جداً ﻷنها فيها ليونة جداً مع اﻹخوان 
المسلمين
عكسُ كلام الوالد معهم في اﻵونة اﻷخيرة لمَّا وجد تميُّعهم وبعدهم عن الدين في كثير منه، حتى إنه كان يقول: اﻹخوان المسلمون ما هم عند الدين، ما هم عند الدين .
واﻵن إن شاء الله تعالى مع الورقة المذكورة بالطباعة أوَّﻻً ثم 
مصورةً
بخط الوالد نفع الله بها ورحم صاحبها.

بسم الله الرحمن الرحيم
من مقبل بن هادي الوادعي إلى أخيه في الله عبدالمجيد الزنداني وسائر
إخوانه من اﻹخوان المسلمين حفظكم الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بعد التحية:
إخواني في الله تعلمون وضعَنا هاهنا في اليمن وما فيه من 
الخير والشر، وأن الجوَّ مهيءٌ لنا إذا قمنا بواجبنا نحو الدعوة 
إلى الله وأن أعداء الإسلام لو تمكنوا والعياذ بالله ما فرقوا
 بين هذا وذاك .
وأن هناك مسئولين إلى الخير أقرب.
وأن اﻷخ في الله في هذا الزمن خير من الدنيا وما فيها .
وأن بلدنا يُخشى عليها أن تلحق بلبنان بسبب كثرة اﻷحزاب .
فيا إخواني في الله أنا أذكركم بالله أن تنظروا لمصلحة الإسلام والمسلمين وإني أعتقِد يا إخواني في الله أن هذه اﻷحزاب ليست بناجحة.
والناس ﻻ يحبون العاملين منكم للإسلام لكونهم من الإخوان 
المسلمين لكن يحبونهم لأنهم يرونهم مهتمين بأمر الإسلام 
والمسلمين.
فالذي أرى يا إخواني في الله أن نعاهد الله جميعاً أن ندعو إلى 
الكتاب
والسنة وأن نكون عوناً لبعضنا البعض كما أوجب الله علينا.
وإذا نزلت بنا مصيبة من قِبَلِ أعداء الإسلام ونحن متنافرون 
فالمسئوليةُ
أمام الله على البادئ وعلى من لم يُحكِّم الكتاب والسنة.
والله المستعان.
أخوكم في الله أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي .