جديد الرسائل

الأحد، 15 نوفمبر 2015

مسائلُ وفتاوى /للوالد الشيخ مقبل رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
-لمَّا توفي الشيخُ الألباني –رحمه الله- قال لي الوالد الشيخ مقبل –رحمه الله – مُتأسفاً : سينفتح الناس في الكتابة ،الناس يهابون الشيخَ الألبانيَّ ،كانوا يهابونه أن يردَّ عليهم .
قلت: هكذا أهلُ العلم كالغيث حياتهم حياةٌ للبلاد والعباد  وبهم بعد الله سبحانه تذوب مضلاتُ الفتنِ ،وتخمدُ نارُالمغرضين والضَّغَن .
ومن الذين كان لديهم هيبة في القلوب الوالد الشيخ مقبل رحمه الله وهذا واضح لدى طلاب العلم .
وتقول لي واحدة وقد تُوفيت رحمها الله :تقول إن زوجها يقول كيف يقدرُ أهلُ الشيخ أن يتكلموا معه والله ما نقدر نتكلم معه .
ويعطي اللهُ كُلاً من الهيبة بقدر ما عنده من التقوى والورع والخشية والعلم حتى إن  من العلماء مَن تهابه السلاطينُ .
أخرج ابنُ أبي حاتم رحمه الله في «الجرح والتعديل» (1/26) من طريق أبي مصعب، يقول: كانوا يزدحمون على باب مالك، فيقتتلون على الباب من الزحام، وكنا نكون عند مالك فلا يكلم ذا ذا، ولا يلتفت ذا إلى ذا، والناس قائلون برؤوسهم هكذا، وكانت السلاطين تهابه، وهم قائلون مستمعون، وكان يقول في مسألة: لا، أو: نعم ولا يقال له من أين قلت ذا؟!
والأثر صحيح .
وأبومصعب هو أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث الزهري المدني الفقيه قاضي مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
-مقالةُ :لولا مالكٌ كان الدينُ هالِك .
يعلِّق الوالد الشيخ مقبل على هذه المقالة ويقول:هذا ليس بصحيح الله عزوجل يقول:{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
-قلتُ للوالد رحمه الله في أثناء تدريسي لكتاب شيخ الاسلام(العقيدة الواسطية ): قولهم :كلُ ممثِّل معطِّل وكلُّ مُعطِّل ممثِّل .
كيف يكون كلُّ معطل ممثل وهو قد عطَّل صفات الله عزوجل ؟.
فقال:هُوَ ما عطَّل حتَّى شبَّه ،تصوَّر أن صفات الله تشبه صفات المخلوقين ثُمَّ نفاها .
-المفاضلة بين رُتبةِ الإمامة والأذانِ
اختلف العلماء  في هذهِ المسـألَةِ ، وقد سألت الوالد الشيخ مقبل -رحمه الله – عن هذه المسألة فكان جوابُه :
الإمامةُ أفضلُ من اﻷذان ﻷن النبي صلى الله عليه وسلم كان إماماً ولم يكن مؤذناً والله سبحانه لايختار لنبيه إلا اﻷفضل .
-الترجيع في الأذان
 أخرج الإمام مسلم (379) عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ هَذَا الْأَذَانَ: «اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ» ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَقُولُ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ مَرَّتَيْنِ».
يقول الوالد رحمه الله :فيه الترجيع في الأذان  ، وهناك أدلة ليس فيها الترجيع كحديث أنسِ بنِ مالك رضي الله عنه، قَالَ: «أُمِرَ بِلاَلٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ، وَأَنْ يُوتِرَ الإِقَامَةَ، إِلَّا الإِقَامَةَ» . وهذا من تنوِّعِ العبادات  .
الترجيع في اﻷذان : قولُ الشهادتين بصوت منخفض ثم يرجِعُ مرةً أخرى ويقول الشهادتين بصوت مرتفع .
 قلتُ :فهذا من السنة لكن يراعي كيفية الترجيع في الأذان فيقول الشهادتين أوَّلاً بصوتٍ منخفض .
وذاتَ مرةٍ في يوم جمعة أذَّن المؤذنُ عندنا في (دار الحديث بدماج)-أعادَ  اللهُ لها عزَّتها وكرامتها وخيرَها - ورجَّع في اﻷذان فرفع صوته في المرة اﻷولى .
وهي تقالُ بصوت منخفض يُسْمِع الناسَ بصوت منخفض  .
فسمعنا الوالد الشيخ مقبل رحمه الله يقول له في الدرس: (كدتَ تحدثُ فتنةً) اهـ.
وذلك أنَّ يومَ الجمعة يحضر الناس وبعضهم جاهل فقد يُظَنُ أنه من باب التغيير لدين الله.
-سألت الوالدَ الشيخ مقبل رحمه الله هل يُتابَعُ المؤذنُ في (الصلاة خيرٌ من النوم )؟.
فقال: يُتابع لأن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ».
فاستدل –رحمه الله – بعموم الدليل .
قلت: وهو قول الشيخ ابن باز –رحمه الله- يقول في مجموع فتاواه(10/ 344): فإذا قال المؤذن: (الصلاة خير من النوم) فإن المجيب يقول مثله: (الصلاة خير من النوم) : لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول » متفق على صحته.
-سمعت الوالد رحمه الله يقول:أيُّ المحدثين أكثر المصريون أم اليمنيون ؟.
ثم يجيب ويقول: المحدثون المصريون أكثرُ ، وابنُ يونس له (تاريخ مصر) هكذا يقول رحمه الله.

أم عبدالله بنت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله 4/من شهرصفر 1437.