بسم الله الرحمن الرحيم
الله عزوجل يقول {الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} ويقول {وَاللَّهُ
خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}.
وثبت من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال(إن
الله خالق كل صانع وصنعته) .
أهل السنة يقولون للعبد فعل
وإرادة وكسب واختيار وهي خلق الله لا تخرج أبدا عن خلق الله .
العبد يُنسب إليه الفعل حقيقة والله هو الذي خلق الفعل .
وهذا ما يفيده عبارات السلف يقولون: الله الذي خلق فعل العبد والفاعل حقيقة
هو العبد .
قال شيخ الإسلام في الواسطية :(وَالْعِبَادُ
فَاعِلُونَ حَقِيقَةً، وَاللَّهُ خَالِقُ أفْعَالِهُم) .
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز في شرح العقيدة الواسطية
قال :هل معنى ذلك أن العبد
هو الذي خلق فعل نفسه ؟
نقول : لا ، العبد له قدرة وإرادة وهو الذي فعل هذا الفعل ، فالفعل
يُنسب للعبد لأنه هو الذي اختاره وفعله بنفسه لم يُكْرَهْ عليه.
ومع ذلك مَن الذي خلق فعله ؟
قال شيخ الإسلام :
(وَاللَّهُ خَالِقُ أفْعَالِهُم) .
إذن تبين حفظكم الله أن الذي ينسب إليه الفعل هو العبد والذي يُنسب إليه الخلقُ هو
الله .
هناك القدرية غلوا في إثبات قدرة العبد وقالوا العبد يخلق فعل نفسه
يخلق الكذب ويخلق الشروالكفر وهو الذي يخلق المعاصي كلها وليس الله الذي خلق أفعال العباد .
فهؤلاء ينفون خلق الله سبحانه لأفعال العباد ويقولون يخلق العبد فعلَ
نفسه خلقا مستقلا بدون مشيئة الله ولا إرادته
.
وعلى قولهم فيه نسبة العجز إلى الله وأنه يحصل في الكون ما لا يريده
الله .
ويرد قولهم الأدلة المذكورة في خلق الله لأفعال العباد .
وقد ألَّف علماؤنا في هذه المسألة ومنهم البخاري رحمه الله له جزء بعنوان "خلْقُ أفعال العباد" .
هذا وبالله التوفيق .