جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 يوليو 2015

رسالة في حياة الوالد الشيخ مقبل رحمه الله وسيرته في رمضان


                                                            بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلاالله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فجأة استيقظت من نومي في الصباح وكنت أفكر في والدي وحياته الطيبة التي قضاها ثم كأن شيئا دفعني إلى كتابة شئ عن والدي في رمضان .
كان رحمه الله يفرح بدخول رمضان حتى يُرى السرور في وجهه .
وفي الليل يخرج ويصلي القيام إحدى عشرة على ما جاء في الأدلة والبركة في السنة وإن قل العمل .
وفي قنوت الوتر ما فيه إطالة أحيانا يقرأ الإمام وكان في بعض الأعوام الإمام طالب محويتي ولا زال مشهورا بالمحويتي إلى الآن فيقرأ: اللهم اهدنا فيمن هديت وأحيانا :اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك الخ وأحيانا يجمع بينهما .
ويبدأ القيام من الساعة الواحدة ليلا ويستمر ساعتين ينتهي الساعة الثالثة .ولكنه في العشر الأخيرة يقدم أكثر وقد يتأخر حتى إنه قد يخشى فوت الفلاح .ومرة لعله ما بقي إلا نصف ساعة فأدخل معه الإمام لأنه ما فيه وقت يرجع هو وأهله إلى منزلهم .
وفتوى الوالد رحمه الله في صلاة الرجل القيام في المسجد أن الأفضل له أن يصلي في بيته على ما في الأدلة إلا إذا خشي أن يفتر ٱذا صلى وحده في البيت أو يشغل بالزوجة والأولاد فكان ينصحه بالخروج .
وفي أوتار العشر الأخيرة يجدُّ ومرة دخل البيت ليتوضأ وهم في الصلاة وناداني وقال ياعائشة الليلة وتر استغلوا الوقت بالدعاءوالذكر .
وكان يقول :أرجى ما تكون ليلة القدر ليلة سبع وعشرين .
ويحث رحمه الله على قيام الليل في رمضان وفي غيره لكثرة بركاته.
ويقول :الذي يصلي في الليل يكون على وجهه نور العبادة .
ويقول :العبد يدعو ربه في كل حوائجه حتى الملح لو احتاجه يدعو ربه .
ومرة ناولته فاكهة ليقدمها لمن عنده لأن والدي رحمه الله ما كان فيه أحد يخدمه آنذاك غيري وربما ساعدتني والدتي :فقال احذري من المجتمع فإنه لا يساعد على الخير .
وكنا نطبخ بعض الأشياء للمسجد نسأل الله أن يتقبله سلتة وطبيخ ونخبز بعض الخبز لأن الدعوة كان حالها ضعيفاً فكان لابد من المساعدة حتى أهل البلاد والله يساعدون نسأل الله أن يصلح حالهم ويثبتهم على الخير .
وكان والدي يدخل بعد العصر بعد أن يلقي درس البخاري .ويكون في شؤونه لكنه لا ينسى المساعدة في المطبخ لنا وربما مازحني ويقول :ما شاءالله أنت أسرع مني .الله المستعان .
ونلاحظ الرضى وانشراح الصدر على وجهه وملامحه .
ويقول: المعصية لها شؤم تأتي بضيق الصدر يمكث الطالب عندنا ثم ما ندري  إلا وأخذ شمطته ومشى .
وكان في أحد الأعوام في رمضان  قبل الظهر عنده درس في الصحيح المسند .فما كنت أقدر أن أقوم إلا بجهد لأننا ماننام في الليل .فقلت للوالد بهذا فتعجب لماذا ما يكفي النوم ثم قال :لعلكم لأنكم صغار ونحن كبار نكتفي ببعض النوم .
وكان أحيانا يعتكف العشر الأخيرة من رمضان .ولا يدخل بيته إلا لحاجة الإنسان .
وما كان ينقطع وهو معتكف من دروسه لكنه يلقي درسه مختصرا .
وكان يأمر المعتكفين بحضور الدرس وهم في الخيمة وربما سأل بعض المعتكفين .
ومرة ما جاءخبر دخول شوال إلا قبل الظهر .فأفطر وأفطر الناس عندنا من الطلاب ومن يقتدي بالوالد رحمه الله .وكان فيه عندنا واحدة وبعض أهلها يميلون للتشيع ورفضت أن تفطر خوفا من أهلها .
ونحن الصغار حزنا ظننا أن العيد فاتنا .
وخرجوا لصلاة العيد من الغد .
وبعد أيام أرسل الرئيس السابق بعض الناس وقالوا لماذا أفطرت .فذكر لهم الوالد أن الشهر دخل برؤية بعض العدول .
وما كان يرى الوالد الارتباط بولي الأمر في هذا فالمعتبر ثبوت دخول الشهر وكانت السعودية في ذلك العام أفطرت.
وأيضا ولاة الأمر إلا من رحم الله منهم   يتبعون السياسات في الموافقة لبعض الدول ومخالفتها .
ونجد والله فرحة الفطر إذا انتهى رمضان على وجهه كما جاءفي الدليل ونجدالحفاوة.
وفي صباح يوم العيد يتأهب بكل نشاط وقوة استعداد بركة من الله ويتجمل .
وكان والله يراعي شعور الطلاب لأن بعضهم ما عندهم ثياب للعيد لأنهم متفرغون لطلب العلم فكان يقول يا أبنائي أنا هذه الثياب تهدى لي وإلا أنالا أبالي   .
وكان يحث المرأة على الصدقة ويقول ربما المرأة عندها عشرون ثوبا ولا تتصدق .على أني أخشى أنه لا تقبل صدقتها بتلك الثياب الضيقة.
والوالد كان يكره لباس الضيق للمرأة في البيت .
دروس الوالد رحمه الله  لا تنقطع في ليلة العيد ولا في يوم العيد .
ويقول أسعد شي عندنا يوم العيد هو طلب العلم .

أسأل من ربي أن يرحمه ويعلي درجته في أعلى عليين .ولا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده .