جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

(40) الأحاديثُ الضعيفة والموضوعة وما لا أصل لها لوالدي رحمه الله




عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«يَتَحَمَّلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ» رواه الآجرِّي في«الشريعة» (1/268)،والبيهقي في«السنن»(10/353).



سمعت والدي رحمه الله يقول: الحديث ضعيف.

وقال والدي رحمه الله في«المقترح»رقم السؤال(207):الذي يظهر أنه مرسل من مراسيل إبراهيم العذري، وجاء من طرق أخرى لا ترتقي إلى الحجية، وجاء عن الإمام أحمد أنه يقول: إنه صحيح، وقد خولف الإمام أحمد -رحمه الله-، ثم لو صح فهو على الأمر لا على الإخبار، بمعنى: ليحمل هذا العلم من كل خلف عدوله. قال بهذا بعض أهل العلم.

وقد استدل ابن عبدالبر بهذا الحديث على أن حملة العلم أو المحدثين عدول، وهذا مخالف لما جاء في تراجم المحدثين، فمثلًا سليمان بن داود الشاذكوني أبوأيوب وكان حافظًا، جاء عنه أنه كان يشرب الخمر، وقال فيه الإمام البخاري: إنه أضعف من كل ضعيف.

وكذلك محمد بن عمر الجعابي نقل عنه أنه كان لا يصلي، فالواقع يخالف ما قاله ابن عبدالبر رحمه الله: أن حملة علم الحديث كلهم ثقات.

وعندنا بحمد الله «ميزان الاعتدال»، والإمام الشافعي رحمه الله يقول: من روى عن البياضي بيَّض الله عيونه.

ويقول أيضًا في حرام بن عثمان: الرواية عن حرام بن عثمان، حرام.

وما أكثر المحدثين الذين يُعتبرون من حملة الحديث ومن حفَّاظه الكبار، ومع ذلك فهم مضعَّفون مثل: أحمد بن محمد بن سعيد الشهير بابن عقدة، فهو حافظ كبير،أمثاله قليل في الحفظ من معاصريه، ومع هذا فهو ضعيف.اهـ

----------------------------



قلت:إبراهيم بن عبدالرحمن العُذري قال عنه الذهبي رحمه الله في«ميزان الاعتدال»:إبراهيم بن عبد الرحمن العذري.

تابعي مقل، ما علمته واهيا، أرسل حديث:يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله.

رواه غير واحد عن معان بن رفاعة عنه، ومعان ليس بعمدة، ولاسيما أتى بواحد لا يُدرى من هو.

قال الشيخ الألباني رحمه الله في«تمام المنة»(23)عن قول الذهبي: ولاسيما أتى بواحد لا يُدرى من هو-قال:يعني إبراهيم هذا فهو مجهول العين، وأشار ابنُ حبان إلى هذا فقال في ترجمة معان من«الضعفاء»(3/36):منكر الحديث يروي مراسيل كثيرة ويحدث عن أقوام مجاهيل لا يشبه حديثُه حديث الأثبات.اهـ



وضعَّف الحديث العراقي رحمه الله في«التقييد والإيضاح»(138)وقال: الحديث غير صحيح لأن أشهر طرق الحديث رواية معان بن رفاعة السلامي عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم.هكذا رواه ابن أبي حاتم في مقدمة«الجرح والتعديل»،وابن عدي في مقدمة«الكامل»،والعقيلي في «تاريخ الضعفاء» في ترجمة معان بن رفاعة وقال: إنه لا يعرف إلا به انتهى.

 وهذا إما مرسل أو معضل،وإبراهيم هذا الذى أرسله لا يعرف شيئًا من العلم غير هذا قاله أبو الحسن ابنُ القطان في«بيان الوهم والايهام».قال ابن عدى:ورواه الثقات عن الوليد بن مسلم عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال حدثنا الثقة من أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك انتهى.
 ثم قال العراقي:وقد رُوي هذا الحديث متصلا من رواية جماعةٍ من الصحابة فذكرهم ثم قال:وكلها ضعيفة لا يثبت منها شيء،وليس فيها شيءٌ يقوِّي المرسل المذكور،والله أعلم.اهـ