جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 7 نوفمبر 2018

(18)الحديثُ وعلومُه



         معنى مُقَارِبُ الحديث بكسر الراء وفتحها



قال العراقي رحمه الله في«الألفية»(123): 


وَ صَالِحُ الْحَدِيْثِ أَوْ مُقَارِبُهْ.. جَيِّدُهُ، حَسَنُهُ، مُقَارَبُهْ



قال السخاوي رحمه الله في«فتح المغيث شرح ألفية الحديث»(2/119):

(أَوْ مُقَارِبُه)أَيِ:الْحَدِيثِ،مِنَ الْقُرْبِ ضِدِّ الْبُعْدِ، وَهُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ كَمَا ضُبِطَ فِي الْأُصُولِ الصَّحِيحَةِ مِنْ كِتَابِ ابْنِ الصَّلَاحِ الْمَسْمُوعَةِ عَلَيْهِ، وَكَذَا ضَبَطَهَا النَّوَوِيُّ فِي مُخْتَصَرَيْهِ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ حَدِيثَهُ مُقَارِبٌ لِحَدِيثِ غَيْرِهِ مِنَ الثِّقَاتِ.



ثم قال:(مُقَارَبُهْ) بِفَتْحِ الرَّاءِ:أَيْ: حَدِيثُهُ يُقَارِبُهُ حَدِيثُ غَيْرِهِ.

 فَهُوَ عَلَى الْمُعْتَمَدِ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَسَطٌ لَا يَنْتَهِي إِلَى دَرَجَةِ السُّقُوطِ وَلَا الْجَلَالَةِ، وَهُوَ نَوْعُ مَدْحٍ.اهـ



وقيل:مقارب بكسر الراء من ألفاظ التعديل.

ومقارَب بفتح الراء من ألفاظ التجريح.

وقد ردَّه العراقي رحمه الله في«التقييد والإيضاح»(162)وقال:هذا الاعتراض والدعوى ليسا صحيحين،بل الوجهان فتح الراء وكسرها معروفان،وقد حكاهما ابن العربي في كتاب «الأحوذي».

وهما على كل حال من ألفاظ التوثيق،وقد ضُبط أيضا في النسخ الصحيحة عن البخاري بالوجهين وممن ذكره من ألفاظ التوثيق الحافظ أبو عبد الله الذهبي في مقدمة «الميزان»وكأن المعترض فهم من فتح الراء أن الشيء المقارَب هو الرديء،وهذا فهم عجيب،فإن هذا ليس معروفا في اللغة،وإنما هو في ألفاظ العوام ،وإنما هو على الوجهين من قوله: «سددوا وقاربوا».

فمن كسر قال:إن معناه أن حديثه مقارِبٌ لحديث غيره.

 ومن فتح قال: إن معناه أن حديثَه يقاربه حديث غيره.والله أعلم.اهـ



استفدنا: أنَّ قولَهم:مقارب الحديث بفتح الراء وكسرها.

 وأنَّه على كلا الوجهين من ألفاظ المدح والتعديل .وقد ذكرها العراقي رحمه الله في«الألفية»في مراتب التعديل.

وعلى كسر الراء مقارِب اسم فاعل.

وعلى فتحها مقارَب اسم مفعول.


وقد قال البقاعي في«النكت الوفية»(2/28):المقاربَةُ أمرٌ نِسبيٌّ فمن قَارَبَكَ فقد قاربتَهُ، فكلُّ مَنْ كانَ مقارِبًا  بالكسرِ  كان مقارَبًا بالفتحِ ،فلا فرقَ في المآل، والله أعلم.