جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 7 أكتوبر 2018

(63)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله




                               جُمَلٌ من الآداب



عَنْ أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ، لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ.

 قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَرَّتَيْنِ، قَالَ: " لَا تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ، قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ ".

 قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟

 قَالَ:«أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ، أَنْبَتَهَا لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ - أَوْ فَلَاةٍ - فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ، رَدَّهَا عَلَيْكَ».

 قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ، قَالَ:«لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا».

 قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا،وَلَا عَبْدًا،وَلَا بَعِيرًا، وَلَا شَاةً.

 قَالَ:«وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ،وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ المَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ، وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ، فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ،فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ»رواه أبو داود(4084).



[هذا حديث حسن.الصحيح المسند (196)].



----------------------------

هذه جَملٌ من الآداب السنيَّة،منها:

1. تعليم الجاهل.

2. إلقاء السلام على الواحد بصيغة الإفراد:السلام عليك،ويجوز بصيغة الجمع:السلام عليكم.

3.                    عدم إلقاء السلام بهذه الصيغة:عَلَيْكَ السَّلَامُ.

ولا يُفهم من هذا أنه يُسلَّم على الموتى بهذه الصيغة.

قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد(2/384):قَدْ أَشْكَلَ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى طَائِفَةٍ، وَظَنُّوهُ مُعَارَضًا لِمَا ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّلَامِ عَلَى الْأَمْوَاتِ بِلَفْظِ:(السَّلَامُ عَلَيْكُمْ) بِتَقْدِيمِ السَّلَامِ، فَظَنُّوا أَنَّ قَوْلَهُ:«فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى»إِخْبَارٌ عَنِ الْمَشْرُوعِ، وَغَلِطُوا فِي ذَلِكَ غَلَطًا أَوْجَبَ لَهُمْ ظَنَّ التَّعَارُضِ، وَإِنَّمَا مَعْنَى قَوْلِهِ:«فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى»إِخْبَارٌ عَنِ الْوَاقِعِ، لَا الْمَشْرُوعِ،أَيْ:إِنَّ الشُّعَرَاءَ وَغَيْرَهُمْ يُحَيُّونَ الْمَوْتَى بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ.

كَقَوْلِ قَائِلِهِمْ:

عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ قيس بن عاصم .. وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا

فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكَ وَاحِدٍ .. وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا

فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُحَيَّى بِتَحِيَّةِ الْأَمْوَاتِ، وَمِنْ كَرَاهَتِهِ لِذَلِكَ لَمْ يَرُدَّ عَلَى الْمُسَلِّمِ بِهَا.اهـ

4. الحث على الدعاء عند الضيق والقلق ونزول الضُّر فإن هذا وقت إجابة،وكما قال تعالى:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)}[النمل].

5. حرص الصحابة على الخير واغتنامهم الفرصة عند لقاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

6. تهذيب اللسان وضبطه عن السباب،وهذا يحتاج إلى جهاد ومجاهدة.

7. العمل بالعلم.فصحابي هذا الحديث يقول:فما سببت بعده..

8. عدم احتقار المعروف ولو كان قليلًا.

9. أدب الحديث مع الإخوان وهو أن تكلمهم وأنت منبسط.

10.              النهي عن إسبال الإزار وأنه من المخيلة.

11.              الحِلْم والعفو وكظم الغيظ،وكما قال تعالى:{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}.

12.              أن السابَّ آثمٌ لقوله: فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ.أي إثمه على نفسه.