جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 11 فبراير 2017

(129) مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنِ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله


                  أبياتٌ فيها حِكَم وتربية 


قال علي بن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاضِي  الجرجاني رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :

يَقُولُونَ لِي فِيك انْقِبَاضٌ وَإِنَّمَا . رَأَوْا رَجُلًا عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا

أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمْ هَانَ عِنْدَهُمْ . وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا

وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إنْ كَانَ كُلَّمَا . بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِي سُلَّمَا

وَمَا كُلُّ بَرْقٍ لَاحَ لِي يَسْتَفِزُّنِي . وَلَا كُلُّ مَنْ لَاقَيْت أَرْضَاهُ مُنْعِمَا

إذَا قِيلَ هَذَا مَنْهَلٌ قُلْت قَدْ أَرَى . وَلَكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا

انْهَهَا عَنْ بَعْضِ مَا لَا يَشِينُهَا . مَخَافَةَ أَقْوَالِ الْعِدَا فِيمَ أَوْ لِمَا

وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُهْجَتِي . لِأَخْدُمَ مَنْ لَاقَيْت لَكِنْ لِأُخْدَمَا

أَأَشْقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً . إذًا فَاتِّبَاعُ الْجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ . وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا

وَلَكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا . مُحَيَّاهُ (**)بِالْأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا

-------------

هذه الأبيات كان والدي يقرأها ،وكان يقرأها بعض الطلاب في دار الحديث في أوقات مذاكرة المحفوظات الشعرية .

وفيها آدابٌ عظيمة في العُزلة للشر وما لا ينفع .
 واحترام العلم وصيانته وعدم تعريضه للذلة والتنقُّص بالأطماع الدنيوية .
والحث على عزة النفس (وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا).
وأن من لم يصن علمه بالعمل به والتأدب بآدابه لم يصنْه علمه ولم ينفعه .
وأن أصحاب المطامع من الدعاة هم الذين يشوِّهون صورةَ العلم والحق بمطامعهم .

 اللهم أدِّبْنا بآداب العلم ،واجعله نورًا لنا في الأُولى والأُخرى .


(**)مُحَيَّاهُ :الوجه . تَجَهَّمَا :شوَّه نفسه . دَانَاهُمْ:قرُب منهم.