أبياتٌ فيها حِكَم وتربية
قال علي بن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاضِي الجرجاني رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
قال علي بن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاضِي الجرجاني رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
يَقُولُونَ
لِي فِيك انْقِبَاضٌ وَإِنَّمَا . رَأَوْا رَجُلًا عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ
أَحْجَمَا
أَرَى
النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمْ هَانَ عِنْدَهُمْ . وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ
النَّفْسِ أُكْرِمَا
وَلَمْ
أَقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إنْ كَانَ كُلَّمَا . بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِي
سُلَّمَا
وَمَا
كُلُّ بَرْقٍ لَاحَ لِي يَسْتَفِزُّنِي . وَلَا كُلُّ مَنْ لَاقَيْت أَرْضَاهُ
مُنْعِمَا
إذَا
قِيلَ هَذَا مَنْهَلٌ قُلْت قَدْ أَرَى . وَلَكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ
الظَّمَا
انْهَهَا
عَنْ بَعْضِ مَا لَا يَشِينُهَا . مَخَافَةَ أَقْوَالِ الْعِدَا فِيمَ أَوْ لِمَا
وَلَمْ
أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُهْجَتِي . لِأَخْدُمَ مَنْ لَاقَيْت لَكِنْ
لِأُخْدَمَا
أَأَشْقَى
بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً . إذًا فَاتِّبَاعُ الْجَهْلِ قَدْ كَانَ
أَحْزَمَا
وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ . وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ
لَعُظِّمَا
وَلَكِنْ
أَهَانُوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا . مُحَيَّاهُ (**)بِالْأَطْمَاعِ حَتَّى
تَجَهَّمَا
-------------
هذه الأبيات كان
والدي يقرأها ،وكان يقرأها بعض الطلاب في دار الحديث في أوقات مذاكرة المحفوظات
الشعرية .
وفيها آدابٌ عظيمة في
العُزلة للشر وما لا ينفع .
واحترام العلم وصيانته وعدم تعريضه للذلة والتنقُّص
بالأطماع الدنيوية .
والحث على عزة النفس
(وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا).
وأن من لم يصن علمه
بالعمل به والتأدب بآدابه لم يصنْه علمه ولم ينفعه .
وأن أصحاب المطامع من
الدعاة هم الذين يشوِّهون صورةَ العلم والحق بمطامعهم .
(**)مُحَيَّاهُ :الوجه
. تَجَهَّمَا :شوَّه نفسه . دَانَاهُمْ:قرُب منهم.