جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

(114) مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنِ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله


عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:«إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».رواه البخاري (1741)،ومسلم (1679).


عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الحارثي رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ».رواه مسلم (137) .

ذكر والدي رحمه الله  أنه يستَفَادُ من هذين الحديثَيْنِ :

الردٌّ على طَائِفَةٍ من الملاحدةِ ، وهيَ الاشتراكيةُ الملعونةُ.

وأول من أسَّسَ الاشتراكيةَ مزدك، قبلَ البِعثةِ النبويةِ، وقالَ: رأيتُ الناسَ يتخاصمونَ ويتقاتلونَ في شأنِ الأموال.اهـ كلام الشيخ .

                          -------------

قلت:مزدك ،زنديق من الإباحية ،تُنسَبُ إليه طائفة يقالُ لها المزدكية. قال الشهرستاني:وكان مزدك ينهَى الناس عن المخالفة، والمباغضة والقتال. ولما كان أكثر ذلك إنما يقع بسبب النساء والأموال، أحل النساء، وأباح الأموال، وجعل الناس شركة فيهما، كاشتراكهم في الماء، والنار والكلإ .اهـ من «الملل والنحل» (2/54).

فاغتنم السفلة ذلك وتابعوا مزدكا وأصحابَه، فتمَّ للعاهر قضاء نهمته بالوصول إِلَى الكرائم، فابتُلي الناس بهم، وقوِي أمرهم، حَتَّى كانوا يدخلون عَلَى الرَّجل دارَه فيغلِبون عَلَى أموالِه وأهله، وحملوا قباذَ عَلَى تزيين ذلك، وَقَالُوا له : إنك قد أثِمت فيما مضى، وليس يطهِّرك من هَذَا  إلا إباحةُ نسائك، وأرادوه على أن يدفعَ نفسه إليهم فيذبحوه ويجعلوه قربانًا للنار، وكان قباذ من خيار ملوكِهم حَتَّى حمله مزدك  عَلَى ما حمله، فانتشرت الأطرافُ، وفسدتِ الثغور .اهـ من «المنتظم»(2/107) لابن الجوزي.