قَال تعالى عن إخوة يوسف عليه
الصلاة والسلام: ﴿ وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يبكون(16)﴾[يوسف].
أَيْ:
لَيْلًا، وَهُوَ ظَرْفٌ يَكُونُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَإِنَّمَا جَاءُوا
عِشَاءً؛ لِيَكُونُوا أَقْدَرَ عَلَى الِاعْتِذَارِ فِي الظُّلْمَةِ؛ وَلِذَا
قِيلَ: لَا تَطْلُبِ الْحَاجَةَ بِاللَّيْلِ؛ فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي
الْعَيْنَيْنِ، وَلَا تَعْتَذِرْ بِالنَّهَارِ مِنْ ذَنْبٍ فَتَتَلَجْلَجَ فِي
الِاعْتِذَارِ. اهـ من «تفسير القرطبي»(9/144).
فإذا كان يشاهدك قد يستحيي فيُلبِّي الطلب؛ ولهذا
الأعمى قد يكون له تصرف آخر؛ لأنه لا يرى بعينيه.