تأثير محبة الولد الطبيعية
على مكارم الأخلاق
- حديث: <الولد مبخلة مجبنة>.
استفدت
من والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله:
صالح للحجية.
أخرجه أحمد في «مسنده»-(29/ 104)-، والحاكم في «المستدرك».
قال: ومعناه: أن
الرجل قد يبخل لأجل أولاده.
وقد يجبن يريد أن يتقدم للمعركة، ويقول: أخشى أن
أُقتل فمَن لأولادي؟
قلت: الحديث رواه
الحاكم في «المستدرك» (5284) عن الأسود بن خلف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بلفظ: «إِنَّ
الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَجْهَلَةٌ مَحْزَنَةٌ». وصححه العلامة الألباني
رَحِمَهُ الله في «صحيح الجامع» (1990).
وينظر «تفسير ابن
كثير» عند قوله تعالى: {إنما أموالكم وألادكم فتنة} سورة التغابن.
وقوله في بقية
الحديث: «مَجْهَلَةٌ مَحْزَنَةٌ».
قال المناوي في «فيض
القدير»(2/403): (مجهلة) لكونه يحمل على ترك الرحلة في طلب العلم والجد في
تحصيله؛ لاهتمامه بتحصيل المال له.
(محزنة) يحمل أبويه على كثرة الحزن؛ لكونه إن
مرض حزنا، وإن طلب شيئا لا قدرة لهما عليه حزنا، فأكثر ما يفوت أبويه من الفلاح
والصلاح بسببه، فإن شب وعق فذلك الحزن الدائم والهم السرمدي اللازم.
وقال القاري في «مرقاة المفاتيح»(7/2970): وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ مَحَبَّتِهِمْ وَغَايَةِ مَوَدَّتِهِمْ،
حَتَّى يَخْتَارَ أَكْثَرُ النَّاسِ حُبَّهُمْ عَلَى مَحَامِدِ الْمَحَاسِنِ
الرَّضِيَّةِ وَالْأُمُورِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي الشَّرِيعَةِ الْحَنَفِيَّةِ،
النَّافِعَةِ لَهُمْ فِي الْقَضَايَا الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ.