جديد الرسائل

الثلاثاء، 8 يوليو 2025

(155) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله


تقول إحدى أخواتي في الله: اذكري لي شيئًا من تربية والدكم الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله لكم وأنتم صغار؟

الجواب:

كان يربينا على الدليل من الصِّغَر، فما يقول: افعلي كذا، من غير أن يذكر الدليل. فمثلًا في باب التشبه بالكفار ينهى، ويقول: الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».  

وفي هذا غرس حب الدليل في القلب من الصِّغَرِ، فيتنبه المربون لأولادهم لذلك.

-كان يسلك التشجيع في أغلب الأحوال، فيثني على إحدانا إذا رأى أدبها، أو إذا حفظت، وكتبت.

وهذه طريقة نافعة في تحبيب الخير والعلم إلى الصغير بحسب المصلحة، حتى إني مرة كتبت فائدة، فقال: فائدة تُشد لها الرحال. وبعضنا قد لا يعبأ بها، يراها زهيدة.

-الدعاء، فكان يدعو لنا إذا دخل إلينا، وإذا خدمناه، ويقول: جزاك الله خيرا، جزاك الله الجنة، بيَّض الله وجهك.

وأنكرتُ مرةً دعاء بيض الله وجهك، لأنا نعرفه يقوله العوام.

فقال: وربي دعاءٌ طيب، الله يقول: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106].

-يأمرنا بلزوم البيت وعدم مخالطة المجتمع، ويقول: المجتمع لا يساعد على الخير.

-أهم شيء عند والدي العلم النافع وحفظ القرآن؛ فلهذا كان يقوم بتعليمنا السورة تلو السورة، ويلقِّننا تلقينًا، وأعطانا المصحف المرتل للشيخ محمود الحصري، فكنا أيضًا نتابع عليه.

وكان يعلِّمنا أيضًا بعضُ نساء طلاب والدي من مصر والسودان القراءة والكتابة، والقرآن وحفظ أحاديث من «رياض الصالحين»، حتى إن والدي كان يدفع لهنَّ أجرة على ذلك.

-تربيته لنا على الحياء والأدب، حتى إنه إذا سمع صوتًا رفيعًا أو ما لا يليق، يستحيي هو بنفسِه، ويقول: يا عيباه.

هذا، ونحن -ولله الحمد- رزقَنا ربي هيبةَ والدي ومحبتَهُ، وهذا يؤثِّرُ في استقامة الصغير، ويعينه على اندفاعه للخير.